2017-11-06 14:34:00

البابا فرنسيس: لا رجعة في هبات الله ودعوته!


"عندما يمنح الله عطيّة ما، تكون عطيّة نهائية لا رجوع عنها: فهو لا يمنحها اليوم ويسحبها غدًا؛ وعندما يدعو أيضًا تكون الدعوة لمدى الحياة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا. تمحورت عظة الأب الأقدس حول موضوع اختيار الله وقد استهلّها انطلاقًا من قول القديس بولس في القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من الرسالة إلى أهل روما "أَيُّها الإِخوَة، لا رَجعَةَ في هِباتِ اللهِ وَدَعوَتِهِ".

تابع الأب الأقدس يقول ثلاثة هي هبات الله ودعواته لشعبه خلال تاريخ الخلاص وجميعها كانت نهائيّة لا رجوع عنها لأنَّ الله أمين، وهذه الهبات هي: هبة الاختيار والوعد والعهد. هكذا كان الأمر بالنسبة لإبراهيم، وهو هكذا أيضًا بالنسبة لكلِّ فرد منا. كل فرد منا هو مختار من الله، وكلٌّ منا يحمل وعدًا من الله: "سرّ أمامي وكُن كاملاً وأنا سأفعل معك كذا وكذا..." وكلٌّ منا يقيم عهدًا مع الله. ولذلك ينبغي على كل فرد منا أن يسأل نفسه: كيف أشعر بالاختيار؟ أم أشعر بأنني مسيحي بالصدفة؟ هل أعيش الوعد كوعد خلاص في مسيرتي؟ هل أنا أمين للعهد كما الله أمين هو؟ وبالتالي أمام الأمانة التي هي الله نفسه، لا يبقى أمامنا إلا أن نسأل أنفسنا: هل نشعر بلمسته الحنونة وبعنايته بنا وبحثه عنا عندما نبتعد عنه؟      

أضاف الحبر الأعظم يقول بالحديث عن اختيار الله يعود القديس بولس أربع مرات إلى كلمتين العصيان والرحمة، إذ حيث تكون الأولى نجد الثانية أيضًا وهذه هي مسيرة الخلاص: هذا يعني أنّه في مسيرة الاختيار نحو الوعد والعهد سنجد الخطايا والعصيان ولكن إزاء هذا العصيان سنجد الرحمة على الدوام. إنها كديناميكيّة مسيرتنا نحو النضوج، نجد الرحمة على الدوام لأنَّ الله أمين ولا يسترجع عطاياه أبدًا. وبالتالي أمام ضعفنا وخطايانا نجد الرحمة على الدوام، وعندما يقوم القديس بولس بهذا التأمُّل هو يقوم بخطوة إضافيّة لا في إطار الشرح وإنما في إطار العبادة والإكرام.

تابع الأب الأقدس يقول إنها عبادة وتسبيح صامت أمام سرّ العصيان والرحمة هذا الذي يحرّرنا؛ وأمام جمال هذه العطايا التي لا رجعة عنها أي الاختيار والوعد والعهد، أعتقد أنّه سيفيدنا جميعًا أن نتأمَّل باختيارنا وبالوعود التي قطعها الرب معنا وبكيفيّة عيشنا للعهد مع الرب، وأن نتأمّل أيضًا كيف نسمح للرب أن يرحمنا إزاء خطايانا وعصياننا، وأخيرًا إن كنا قادرين – على مثال القديس بولس – على أن نرفع التسبيح لله على عطاياه لنا. ولا ننسينَّ أبدًا أنه لا رجعة في هبات الله ودعوته!








All the contents on this site are copyrighted ©.