2017-10-06 09:23:00

مداخلة رئيس الأساقفة يوركوفيتش أمام المشاركين في الدورة الـ68 للجنة التنفيذية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفتيش مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة الثامنة والستين للجنة التنفيذية للمفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين. استهل المسؤول الفاتيكاني خطابه مشيرا إلى تضامن البابا فرنسيس وصلواته على نية الأشخاص اللاجئين الهاربين من الحروب والصراعات المسلحة حول العالم فضلا عن الاضطهاد والكوارث الطبيعية والفقر. وقال إن الكرسي الرسولي يودّ التعبير عن امتنانه لجميع الدول التي شرّعت الأبواب أمام اللاجئين. وذكّر سيادته بإعلان نيويورك الذي صدر في شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي، وقد عبّرت من خلاله الجماعة الدولية عن التزامها بالمعاهدة الخاصة باللاجئين وبتوفير الحماية الدولية لهؤلاء الرجال والنساء والأطفال، من أجل ضمان الحقوق الأساسية لمن يبحثون عن مكان آمن يقيمون فيه وكي تصان أيضا كراماتهم ويحظوا بالرعاية اللازمة.

وقال رئيس الأساقفة يوركوفيتش إنه على الرغم من هذه الانجازات التي تحققت على الصعيد العالمي في مجال مساعدة اللاجئين، ما تزال هذه الأزمة تشكل تحديا على أرض الواقع، مشيرا إلى ما سمّاه بـ"التآكل التدريجي" الذي تعاني منه المعاهدة الخاصة باللاجئين للعام 1951. ورأى الدبلوماسي الفاتيكاني أن فرض القوانين الصارمة التي تعترض وصول اللاجئين والمهاجرين إلى منطقة ما أدى إلى تنامي ظاهرة تهريب الأشخاص معتبرا أنه يمكن ضمان أمن الحدود الوطنية تماشيا مع احترام حقوق الأشخاص لاسيما اللاجئين وطالبي اللجوء.

هذا ثم ذكّر يوركوفيتش بالكلمة التي ألقاها البابا أمام المشاركين في المنتدى الدولي حول الهجرة والسلام الذي عُقد في الحادي والعشرين من شباط فبراير من العام الجاري عندما شدد فرنسيس على مسؤولية الجميع في احترام الحريات الأساسية للاجئين وصون كراماتهم، وهذا الأمر ـ قال البابا حينها ـ يتطلب تبنّي أدوات قانونية على الصعيدين الوطني والدولي من أجل تحقيق هذا الهدف السامي. بعدها أشار مراقب الكرسي الرسولي إلى أن الأزمة الراهنة لا تقتصر على الأرقام وحسب إنما هي في الواقع أزمة قيم إذ لا بد من التعامل مع هؤلاء اللاجئين والمهاجرين في إطار الأخوّة كما يدعو البابا فرنسيس.

ولم تخلُ مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى موضوع اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ 2018 ألا وهو "استضافة، حماية، تعزيز ودمج المهاجرين واللاجئين" وهذا الأمر يعكس حرص البابا على تعزيز التنمية البشرية المتكاملة لهؤلاء الأشخاص. هذا ثم قال رئيس الأساقفة يوركوفيتش إن الكرسي الرسولي يجدد دعوته اليوم للجماعة الدولية كي يتم التوصل إلى توافق عالمي بشأن المبادئ الإنسانية الأساسية مذكرا مرة جديدة بأن اللاجئين ليسوا أرقاما يتم تقاسمها وتوزيعها على الدول لأن كل مهاجر ولاجئ هو كائن بشري لديه قصته وحياته وآماله وتطلعاته. وهذا التوافق المرجو يتطلب جهدا دولياً تشارك فيه المؤسسات السياسية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والمؤسسات الدينية. وأشار سيادته أيضا إلى أهمية الممرات الإنسانية التي تُفتح من أجل استقبال اللاجئين وغيرها من المبادرات شأن منح تأشيرات دخول موقتة للأشخاص الفارين من الحرب والسعي الدؤوب من أجل الحفاظ على وحدة العائلة وتوفير الخدمات التربوية لأطفال اللاجئين. 








All the contents on this site are copyrighted ©.