2017-09-09 13:01:00

مقابلة مع أسقف أبرشية تيبو بشمال كولومبيا


أجرت مراسلة إذاعة الفاتيكان في بوغوتا مقابلة مع المطران ألبرتو سانشيز كوبيلّوس أسقف أبرشية تيبو في شمال كولومبيا، المنطقة التي عانت أكثر من غيرها من الصراع المسلح الدامي على مدى العقود الخمسة الماضية، والذي تحدث عن المسيرة التي تقوم بها الكنيسة المحلية الساعية إلى مرافقة المواطنين في عملية السلام والمصالحة. قال سيادته إنه توجد في المنطقة ثلاث مجموعات مسلحة شاركت في الحرب منذ ستينيات القرن الماضي ألا وهي الجيش الشعبي للتحرير، جيش التحرير الوطني والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا، وتُضاف إلى هذه المجموعات بعض التنظيمات الشبه عسكرية. ثم أشار الأسقف الكولومبي إلى أهمية الخطوة التاريخية التي اتخذتها القوات المسلحة الثورية في كولومبيا عندما قررت السير في مسيرة السلام مع العلم أن هذه القوات الثورية قامت في الماضي بعمليات خطيرة ضد القوات النظامية في المنطقة. وأشاد سيادته أيضا بالجهود التي تبذلها الحكومة من أجل التوصل إلى السلام مع أن مواقفها ـ تابع يقول ـ تتسم بالغموض أحيانا. ولفت إلى أن الجميع يبذل الجهود من أجل تحقيق السلام، بيد أن الواقع على الأرض معقد للغاية، نظرا لوجود مجموعات مسلحة أخرى لم تشارك في العملية السلمية.

وفي رد على سؤال بشأن القضايا المتعلقة باحترام حقوق الإنسان قال الأسقف الكولومبي إن المشكلة تكمن حاليا في عدم التوصل إلى فكر موحّد يجمع الكل، مذكرا بأن عظمة ثقافة ما تُقاس من خلال مدى احترام الشخص، لافتا إلى أن كل فريق من الفرقاء الكولومبيين يشعر بأنه يحق له الإساءة إلى الغير وهو يطالب في الوقت نفسه بحقوقه الخاصة. ولم يُخف سيادته استياءه حيال الهوة القائمة بين الخطاب السياسي والواقع، فقال إن الخطابات والشعارات واضحة جدا لكن الواقع مغاير تماما. ومن هذا المنطلق ـ تابع يقول ـ ينبغي أن تُبذل جهود إضافية كي يفهم الجميع مدى قيمة الكرامة البشرية، مع أن هذا الأمر ليس سهلا في خضم الأوضاع الراهنة. وختم أسقف أبرشية تيبو حديثه لإذاعتنا مؤكدا أن المجتمع مدعو اليوم ليفتح قلبه على الغفران والمصالحة، وهذا الأمر صعب لأن المجموعات المسلحة عليها أن تعود لعيش حياة طبيعية لم تختبرها لأنها لم تعرف إلا الحرب، لكن يجب أن نبدأ بالخطوة الأولى. 








All the contents on this site are copyrighted ©.