2017-09-05 15:40:00

مقابلة مع السفير البابوي في بوغوتا عشية زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كولومبيا


عشية زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كولومبيا والتي ستبدأ يوم غد الأربعاء على أن تنتهي يوم الأحد المقبل في العاشر من الشهر الجاري أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع السفير البابوي في بوغوتا المطران إيتوريه باليستيرو الذي اعتبر أن البابا سيدعو المسؤولين المحليين خلال هذه الزيارة الهامة إلى عدم الوقوع في فخَي الفساد والاستقطاب، مع التشديد على أهمية الاتزان في إطار الحقيقة والرحمة من أجل تخطي الماضي المطبوع بخمسين عاما من العنف والصراعات المسلحة التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن مائتين وستين ألف قتيل، ناهيك عن فقدان أكثر من ستين ألف شخص لم يُعرف عنهم شيء حتى اليوم وتهجير زهاء سبعة ملايين آخرين. ولم يُخف الدبلوماسي الفاتيكاني قلقه حيال الأوضاع الراهنة حاليا في كولومبيا والتي ما تزال مطبوعة بالعنف والاتجار بالمخدرات، وتمنى سيادته في هذا السياق أن يوضع حد فورا لكل الممارسات التي تتعارض مع مبدأ احترام حقوق الإنسان والدفاع عن كرامة الكائن البشري.

هذا ثم أكد المطران باليستيرو في حديثه لإذاعتنا أن البابا فرنسيس سيجد في كولومبيا بلداً غنياً بالموارد الطبيعية والبشرية على حد سواء ويعيش حاليا مرحلة من النمو الاقتصادي، وهو بلد قادر أيضا ـ بفضل دعم ومساعدة الكنيسة الكاثوليكية ـ على بناء مستقبل متّزن، يحترم الله والإنسان. ولفت سيادته إلى أن ما يعكس هذه الرغبة النبيلة هو العون الذي يقدمه أهالي كولومبيا للمواطنين الفنزويليين الهاربين من الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية التي تشهدها بلادهم منذ أشهر طويلة. وأوضح في هذا السياق أن الأبرشيات الكولومبية القريبة من الحدود مع فنزويلا وضعت خطة طوارئ لمساعدة النازحين والمهاجرين. وبالعودة إلى زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كولومبيا، قال السفير البابوي في بوغوتا إن البابا برغوليو سيأتي إلى كولومبيا كحاجٍ للرجاء والمصالحة، ولذا ينتظر الكولومبيون قدومه بفرح وبهجة كبيرين، ويرون فيه هذا الصديق الذي يمكن أن يساعد البلد على السير في درب المصالحة والسلام وعلى بناء الجسور.

وفي رد على سؤال بشأن تأثير الحرب الأهلية على المجتمع الكولومبي اليوم قال المطران باليستيرو إن ثلاثا وثلاثين سنة من الصراع المسلح تركت أثرا كبيراً على المجتمع، بل تركت جراحا عميقة، مع ذلك يتمتع الكولومبيون بالحكمة والأمل. ولفت إلى أن كولومبيا هي اليوم بلد التحولات الكبرى وها هو اليوم يسعى إلى طي صفحة أليمة من ماضيه على الرغم من وجود بعض المشاكل المرتبطة بالعنف والاتجار بالمخدرات. وفي معرض حديثه عن الدور الذي لعتبه وتعلبه الكنيسة الكاثوليكية في إطار العملية السلمية قال السفير البابوي في كولومبيا إن الكنيسة مدعوة إلى مرافقة الشعب عن كثب، وهذا ما فعله خادم رعية أرميرو وأسقف أبرشية أراوكا اللذين قُتلا بدافع الحقد الموجه ضد الإيمان، وذكّر سيادته بأن البابا فرنسيس سيعلن هاذين الرجلين طوباويين خلال زيارته إلى كولومبيا. وأوضح الدبلوماسي الفاتيكاني أنه فيما يتعلق بمحادثات السلام بين حكومة بوغوتا والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا لم تلعب الكنيسة الكاثوليكية دور الوسيط في المفاوضات لكنها شاءت أن تساهم في دفع العملية السلمية بطريقة أساسية إذ دعت الطرفين المعنيين بالمفاوضات إلى إيلاء اهتمام خاص بضحايا الصراع الذين ينبغي أن يبقوا في صلب كل حل للصراع الكولومبي.

وفي تعليق على سؤال بشأن اللقاء المرتقب للبابا مع عدد من الضحايا والمقاتلين السابقين أوضح المطران باليستيرو أن البابا سيتوقف للصلاة في محلة فيلافيشنسو، وبالتحديد أمام الصليب الذي شهد في العام 2002 مجزرة وقعت في المنطقة. وأضاف أن البابا سيرفع الصلاة إلى الله على نية جميع ضحايا الصراع المسلح وكل شخص انتُهكت كرامته، ومن أساؤوا إلى كرامة الآخرين كي يتوب هؤلاء ويُدركوا من خلال التوبة أن رحمة الله هي للكل، لكن الأمر يتطلب تعاون الجميع من أجل بناء مستقبل أمل في كولومبيا. وختم السفير البابوي حديثه مؤكدا أن الرسالة التي سيحملها البابا هي موجهة أيضا إلى باقي دول المنطقة.








All the contents on this site are copyrighted ©.