2017-08-31 13:59:00

مبادرة في ساراييفو بين شبان كاثوليك وأرثوذكس ومسلمين لصالح حماية البيئة


خلال الزيارة التي قام بها إلى ساراييفو في السادس من حزيران يونيو من العام 2015 حثّ البابا فرنسيس شبيبة البوسنة والهرسك على بناء الجسور، لا الجدران. وقد وجه هذا النداء إلى الشبان الكاثوليك، الذين يشكلون أقلية في هذا البلد البلقاني، وأيضا إلى أترابهم المسلمين والأرثوذكس. وتماشيا مع نداء البابا هذا، نُظمت في ساراييفو هذا الأسبوع مبادرة شارك فيها ثلاثون شابا وشابة قدموا من البوسنة والهرسك ومن ألبانيا وإيطاليا وينتمون إلى ديانات مختلفة عملوا معا على مشروع يصب في مجال حماية البيئة والإفادة من الفسحات المتروكة في المدينة. وشهدت المبادرة التي مولها الاتحاد الأوروبي مشاركة ممثلين عن المركز الأبرشي "يوحنا بولس الثاني" في ساراييفو لرعوية الشبيبة وممثلين عن هيئة كاريتاس الإيطالية وجمعية "سفراء السلام" الألبانية.

وقال المنظمون إن هذه المبادرة تعكس رغبة كنيسة البوسنة والهرسك في الإسهام لصالح الخير العام، وذلك من خلال إطلاق مشاريع في مدينة ذات الأغلبية المسلمة. وقال القيمون على هذا المشروع إن المتطوعين ـ وهم كاثوليك وأرثوذكس ومسلمون ـ تمكنوا من إنقاذ أحد الأحراج في الضاحية الجنوبية لساراييفو وقد تم تدشين الحديقة العامة بحضور العمدة سمير إفنديتش الذي عبّر عن دعمه لهذا المشروع. وقال في كلمة ألقاها للمناسبة إن الشبان البوسنيين والإيطاليين والألبان الذين تطوعوا وعملوا ضمن هذه المبادرة أظهروا للجميع أن الشبان ـ ومن خلال إسهامهم الفاعل ـ هم قادرون على تنمية المجتمعات المحلية وتعزيز الخير العام.

بالعودة إلى زيارة البابا إلى ساراييفو، نذكر مستمعينا الكرام بأن فرنسيس تطرق خلال زيارته إلى أهمية صنع السلام في هذا البلد الذي شهد سنوات طويلة من الحروب والقتل والدمار والتهجير وأكد أن صنع السلام هو عمل حرفيّ: يتطلَّبُ شغفًا وصبرًا وخبرة وحزمًا. وأضاف: طوبى للذين يزرعون السلام من خلال أعمالهم اليوميّة ومواقفهم وتصرفاتهم في الخدمة والأخوّة والحوار والرحمة. فهؤلاء حقًّا "أبناء الله يدعون"، لأن الله يزرع السلام دائمًا وفي كل مكان؛ صنع السلام هو عمل ينبغي أن نحمله إلى الأمام يوميًّا، خطوة بعد خطوة بدون أن نتعب أبدًا. ومما قاله البابا في تلك المناسبة: اليوم، أيها الإخوة الأعزاء، ترتفع مرّة أخرى من هذه المدينة صرخة شعب الله وجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة: لا للحرب بعد اليوم!








All the contents on this site are copyrighted ©.