2017-07-23 13:56:00

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يتحدث عن مثل القمح والزؤان


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وألقى كلمة استهلها بالقول يقدِّم لنا إنجيل اليوم ثلاثة أمثال يحدّث يسوع من خلالها الجموع عن ملكوت الله. سأتوقّف عند المثل الأول، مثل القمح والزؤان والذي يصف مسألة الشرّ في العالم ويُسلِّط الضوء على صبر الله. تتمُّ الرواية في حقل بين شخصين متناقضين. صاحب الحقل، من جهة، والذي يمثل الله ويزرع القمح، والعدو، من جهة أخرى، والذي يمثل الشيطان ويزرع الزؤان.

تابع الأب الأقدس يقول مع مرور الوقت نما الزؤان أيضًا وسط القمح، وإزاء هذا الأمر تعدّدت مواقف عبيد صاحب الحقل. أراد العبيد أن يتدخّلوا ويقتلعوا الزؤان، لكنَّ صاحب الحقل الذي كان قلقًا لخلاص القمح رفض قائلاً: "لا. مَخافةَ أَن تَقلَعوا القَمحَ وَأَنتُم تَجمَعونَ الزُّؤان". بهذه الصورة يقول لنا يسوع أن الخير والشر في هذا العالم يتداخلان بشكل كبير لدرجة يصعب فصلهما واقتلاع الشر بالكامل. وحده الله قادر على ذلك وسيقوم به في الدينونة الأخيرة. وبالتالي تشكل هذه الحالة، بغموضها وتعقيدها، حقل حريّة المسيحيين الذي تتمُّ فيه ممارسة التمييز بين الخير والشرّ. 

أضاف الحبر الأعظم يقول يتعلّق الأمر في هذا الحقل إذًا، بثقة كبيرة بالله وعنايته، بجمع موقفين متناقضين ظاهريًّا: اتخاذ القرار والصبر. القرار بأن يكون الشخص، بكامل قواه، زرعًا طيّبًا – وهذا الأمر نريده جميعنا – وأن يبتعد بالتالي عن الشر وإغراءآته. أما الصبر فيعني تفضيل كنيسة تكون الخمير في العجين على كنيسة من "الأطهار" تدّعي الحكم المبكر على من يستحق ملكوت الله ومن لا يستحقّه.

تابع الأب الأقدس يقول إنّ الرب، الحكمة المتجسّدة، يساعدنا اليوم لنفهم أن الخير والشرَّ لا يمكن تحديدهما بمنطقة محدّدة أو بمجموعة أشخاص معيّنة أي أن نقول "هؤلاء هم صالحون وأولئك هم أشرار". بل يقول لنا أن خط الفصل بين الخير والشر يمر في قلب كلّ شخص أي أننا جميعنا خطأة ويسوع المسيح بموته على الصليب وقيامته قد حرّرنا من عبوديّة الخطيئة ومنحنا النعمة لنسير في حياة جديدة؛ ولكنّه أعطانا مع سرّ المعموديّة سرّ الاعتراف أيضًا لأننا نحتاج دائمًا لأن تُغفر خطايانا. فإن كنا ننظر فقط إلى الشر المقيم خارجنا فهذا يعني أننا لا نريد الاعتراف بالشر الموجود في داخلنا أيضًا.

أضاف الحبر الأعظم يقول يعلمنا يسوع أيضًا أسلوبًا مختلفًا لننظر من خلاله إلى حقل العالم ونرى الواقع. نحن مدعوون لتعلّم أوقات الله – التي تختلف عن أوقاتنا – ونتعلّم أيضًا نظرته: فبفضل التأثير الجيّد لانتظار قلق، ما كان زؤانًا أو ما كان يبدو زؤانًا، يمكنه أن يصبح صالحًا. هذا هو واقع الارتداد وهذا هو منظور الرجاء!

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لتساعدنا العذراء مريم على فهم الواقع الذي يحيط بنا ولا القذارة والشر وحسب وإنما الخير والجمال أيضًا؛ وعلى كشف عمل الشيطان وبشكل خاص على الثقة بعمل الله الذي يخصّب التاريخ.

وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال أتابع بقلق التوترات الخطيرة وأعمال العنف التي تدور في القدس خلال هذه الأيام. وبالتالي أشعر بالحاجة لإطلاق نداء من القلب للإعتدال والحوار. أدعوكم للإتحاد معي في الصلاة لكي يلهم الرب الجميع نوايا مصالحة وسلام!          








All the contents on this site are copyrighted ©.