2017-07-10 15:40:00

رسالة الكاردينال توران إلى رابطة المجالس الأسقفيّة في منطقة أفريقيا الوسطى


تشجيع للتقدّم في البحث عن حوار صادق ومثمر على المستوى المسكوني وما بين الأديان والثقافات من أجل خير الشعوب والكنائس المحليّة وجّهه الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في رسالة للمشاركين في الجمعيّة العامة الحادية عشرة لرابطة المجالس الأسقفيّة في منطقة أفريقيا الوسطى (وتضم التشاد، الكاميرون، جمهوريّة أفريقيا الوسطى، غينيا الاستوائيّة والغابون وجمهوريّة الكونغو) التي تُعقد في ياونديه حتى الثاني عشر من تموز يوليو الجاري حول التحديات التي تواجهها هذه البلدان على صعيد العمل المسكوني والحوار بين الأديان.

شدّد الكاردينال جان لويس توران في رسالته على ضرورة أن يتم الأخذ بعين الاعتبار الموضوع الذي تتمحور حوله الجمعيّة العامة لاسيما وأن أفريقيا ليست معفيّة من المشاكل التي يسببها على مستوى عالمي نمو التطرُّف العنيف، وأشار في هذا السياق إلى بوكو حرام التي لا تزال تحصد الضحايا في التشاد وشمال الكاميرون حيث تعيش الأغلبية المسلمة والتي لا توفِّرها الاعتداءات. أضف إلى ذلك، تابع رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، يؤثِّر عدم الثبات السياسي على المستوى الاقتصادي وعلى حياة الجماعات. من المُلحِّ اليوم في الغابون وفي جمهورية الكونغو تحسين العلاقات بين أعضاء الكنيسة الكاثوليكيّة والطوائف المسيحيّة الأخرى. في الوقت عينه وفي جميع هذه البلدان من الأهميّة بمكان أن يصار إلى الحوار مع أتباع الديانات التقليديّة الأفريقيّة الأخرى.

هذا وأشار رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى الوضع الصعب والمعقّد لبلدان أفريقيا الوسطى وإلى مسؤوليّة المسيحيين الخاصة في الحفاظ على شعلة الرجاء متّقدة في قلوب مواطنيهم والمساعدة التي بإمكانهم أن يقدِّموها لهم في البحث عن دوافع حياة حقيقيّة وصادقة لكي يتمكّنوا من مواجهة المستقبل بثقة. بالإضافة إلى ذلك من واجب المسيحيين أيضًا أن يذكّروا بالقيم الأساسيّة المتعلِّقة بكرامة كل شخص بشري ويعلنوا مشيئة الله بلا كلل لكي يشكل جميع البشر عائلة واحدة ويعترفوا أنّهم إخوة.

من هنا وجّه الكاردينال جان لويس توران دعوة لأساقفة رابطة المجالس الأسقفيّة في منطقة أفريقيا الوسطى ليثابروا في النضال الشجاع من أجل التنمية المتكاملة للشخص البشري وتعزيز العدالة والسلام بين جميع مكوّنات البلاد، عالمين أن الحوار المسكوني والحوار بين الأديان والثقافات قد أصبح أداة ضروريّة لذلك. هذا ووضّح رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان أنّ كل شخص ينتمي إلى البشريّة عينها ويتشارك مع عائلة الشعوب الرجاء بمستقبل أفضل؛ وبهذا المنظار يصبح العيش في الوحدة مع احترام الاختلافات، والاستقبال وتعزيز المشاركة العادلة في خيور الأرض والعمل معًا للحفاظ على بيتنا المشترك، وتعزيز كرامة ومحوريّة كل شخص بشري، أهدافًا لا يمكن التغاضي عنها. ولبلوغ هذه الأهداف يقترح الكاردينال جان لويس توران أن يتمُّ الانتقال من ثقافة الإقصاء إلى ثقافة اللقاء، ومن ثقافة الشك إلى ثقافة الثقة كما يذكّرنا غالبًا قداسة البابا فرنسيس.

وختم الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان رسالته متوجّهًا إلى جميع الكاثوليك في المنطقة والذين يتطلّب منهم العمل من أجل عالم أفضل أن يوحِّدوا جهودهم مع المسيحيين الآخرين ومع جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة بروح جهوزيّة وثقة متخطّين حواجز الأحكام المسبّقة والخوف من الاختلاف. لأن شهادة الوحدة هذه ستشكّل تشجيعًا للحكام كي يواجهوا الاختلال الاجتماعي والاقتصادي ويخلقوا أوضاع حياة أفضل وأماكن عمل في الاقتصادات المحليّة وفي بيئة ثابتة تشكّل لكل فرد وللجماعة عاملاً قويًّا للسلام. ولكن تابع الكاردينال جان لويس توران يقول لا يمكن تحقيق هذا كلّه بدون تنشئة ملائمة للأشخاص والجماعات، ولذلك أرحّب بموضوع الحوار الذي اخترتموه لأعمال جمعيّتكم، مع اليقين أنّ هذا الاستثمار سيساهم في وفاق في سبيل بناء مجتمع أكثر عدلاً وديمقراطيّة صادقة وعالم أكثر أخوّة وجماعة مسيحيّة أكثر استقبالاً.       

 








All the contents on this site are copyrighted ©.