2017-06-30 14:16:00

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء المنظمة الدوليّة الإيطاليّة – الأمريكا اللاتينيّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء المنظمة الدوليّة الإيطاليّة – الأمريكا اللاتينيّة وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال نجد أهداف منظمتكم في الميثاق التأسيسيّ لها ومن بينها تعزيز التنمية والتنسيق وتحديد إمكانيات المساعدة المتبادلة والعمل المشترك بين البلدان الأعضاء. وبالتالي أريد أمام هذا الالتزام أن أسلِّط الضوء على ثلاثة جوانب تبدو مهمّة بالنسبة لي في هذه المرحلة.

أولاً تابع الأب الأقدس يقول، تحديد الإمكانيات. إن بلدان أمريكا اللاتينيّة غنيّة بالتاريخ والثقافة والموارد الطبيعيّة وشعبها صالح ومتضامن مع الشعوب الأخرى. وقد رأينا ذلك خلال الكوارث الطبيعيّة التي حصلت مؤخّرًا وكيف ساعدوا بعضهم البعض مقدّمين المثال للجماعة الدوليّة بأسرها. إنَّ هذه القيم الاجتماعيّة كلّها حاضرة وينبغي تقديرها وتعزيزها. بالرغم من خيور القارة هذه، ضربَت الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة السكان وولّدت ازديادًا بالفقر والبطالة وعدم المساواة الاجتماعيّة واستغلال بيتنا المشترك وسوء معاملته. أمام هذا الوضع نجد الضرورة لتحليل يأخذ بعين الاعتبار واقع الأشخاص وواقع شعبنا؛ هذا الأمر سيساعدنا لنتنبّه للضرورات الحقيقيّة الموجودة ونقدّر غنى كل شخص وكل شعب.

ثانيًا أضاف الحبر الأعظم يقول تنسيق الجهود لإعطاء أجوبة ملموسة ومواجهة متطلبات وحاجات أبناء وبنات بلادنا. التنسيق لا يعني أن نترك العمل للآخرين ونوافق عليه في النهاية لا بل يتضمّن الكثير من الوقت والجهود، إنّه عمل خفي ولا يقدّر ولكنّه ضروريّ. إزاء عالم معولم وأكثر فأكثر تعقيدًا، ينبغي على أمريكا اللاتينيّة أن توحّد الجهود لتواجه ظاهرة الهجرة. إن الهجرة موجودة منذ البداية ولكنّها قد ازدادت خلال السنوات الماضية بشكل لم يسبق له مثيل؛ وشعبنا إذ تدفعه الحاجة، يذهب بحثًا عن "واحات جديدة" يمكنه أن يجد فيها ثباتًا أكبر وعملاً يضمن كرامة أكبر للحياة. لكن وخلال هذا البحث يتعرّض العديد من الأشخاص لانتهاك حقوقهم ويصبح العديد من الأطفال والشباب ضحيّة للإتجار ويتمُّ استغلالهم ويسقطون في شباك الجريمة والعنف المنظَّم. الهجرة هي مأساة قسمة: تنقسم العائلات وينفصل الأبناء عن والديهم ويبتعدون عن أرضهم، وينقسم البلدان والحكومات أيضًا إزاء هذا الواقع، لذلك نحن بحاجة لسياسة تعاون مشتركة لمواجهة هذه الظاهرة. إن الأمر لا يتعلّق بالبحث عن المذنبين وإيهام المسؤوليّة، بل نحن مدعوون جميعًا للعمل بطريقة منسّقة ومشتركة.

وأخيرًا تابع الأب الأقدس يقول التعزيز، من بين الأعمال الكثيرة التي يمكن تحقيقها يظهر لأهميّتها تعزيز ثقافة الحوار. تعيش بعض البلدان مرحلة صعبة على مستوى سياسي واجتماعي واقتصادي؛ والمواطنون الفقراء هم أول من يلاحظ الفساد في مختلف الطبقات الاجتماعيّة وسوء توزيع الموارد. أعرف أن العديد من البلدان تعمل وتكافح لتحقيق مجتمعًا أكثر عدالة وتعزز ثقافة القانون. إن تعزيز الحوار السياسي لجوهريّ إن كان بين أفراد هذه المنظّمة وإما بين بلدان القارات الأخرى ولاسيما بلدان أوروبا للروابط التي تجمعها. في هذا التعاون وهذا الحوار نجد الدبلوماسيّة كأداة أساسيّة للتضامن في سبيل بلوغ السلام. إنّ الحوار ضروري ولكن لا "الحوار بين الصُمّ!" هو يتطلّب موقفًا يقبل الاقتراحات ويشارك الطموحات. إنَّه تبادل ثقة متبادلة يعرف أن في الجهة الأخرى أخ يده ممدودة للمساعدة؛ وهذا التبادل يريد خير الطرفين وأن يعزز روابط الأخوّة والصداقة للتقدّم على دروب العدالة والسلام.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أشجّعكم في التزامكم لصالح الخير العام للقارة الأمريكيّة، وليعزز التعاون بين الجميع بناء عالم أكثر إنسانيّة وأكثر عدلاً. 








All the contents on this site are copyrighted ©.