2017-06-09 13:46:00

البابا يستقبل المشاركين في الجمعيّة العامة للمجلس البابوي للحوار بين الأديان


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعيّة العامة للمجلس البابوي للحوار بين الأديان وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال نلتقي في ختام جمعيّتكم العامة التي درستم خلالها "دور المرأة في التربية على الأخوّة الشاملة"، فيما نرى اليوم للأسف أنَّ صورة المرأة كمربيّة على الأخوّة الشاملة هي مُبهمة وغالبًا غير معترف بها بسبب العديد من الشرور التي تضرب هذا العالم والنساء بشكل خاص في كرامتهنَّ ودورهنَّ.

تابع الأب الأقدس يقول بالتأمّل حول الموضوع الذي درستموه أرغب بالتوقّف بشكل خاص عند ثلاثة جوانب: تقييم دور المرأة، التربية على الأخوّة والحوار. أولاً تقييم دور المرأة، في مجتمع اليوم المعقَّد هناك حاجة كبيرة للاعتراف بقدرة المرأة على التربية على الأخوّة الشاملة. عندما تجد النساء الإمكانيّة كي تنقلنَ مواهبهنَّ بشكلٍ كامل للجماعة بأسرها، يتحوّل بشكل إيجابيٍّ الأسلوب الذي من خلاله يفهم المجتمع نفسه ويتنظَّم؛ لذلك يشكِّل الحضور المُتزايد للنساء في الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة على مستوى محلّي ووطني ودولي عمليّة مفيدة. يحق للنساء أن ينخرطنَ بشكل كامل وفعّال في جميع الأُطُر وينبغي التأكيد على حقوقهنَّ وحمايتها حتى من خلال أدوات قانونيّة حيث يستعدي الأمر ذلك.

أضاف الحبر الأعظم يقول التربية على الأخوّة، تملك النساء، كمربيات، دعوة خاصّة بإمكانها أن تخلق وتنمّي أساليب قبول جديدة واحترام متبادل. لقد كانت صورة المرأة على الدوام محورًا للتربية العائليّة وليس فقط كأم لأنَّ إسهام النساء في إطار التربية لا يُقدَّر بثمن. إنَّ الرجال والنساء جميعًا مدعوّين ليساهموا في التربية على الأخوّة الشاملة التي هي تربية على السلام؛ وبالتالي يمكن للنساء، اللواتي يرتبطن بشكل حميم بسرّ الحياة، أن يقمنَ بالكثير في سبيل تعزيز روح الأخوّة من خلال اهتمامهنَّ للحفاظ على الحياة وقناعتهنَّ أنَّ الحب هو القوّة الوحيدة التي بإمكانها أن تجعل العالم آهلاً للسكن.

ثالثًا الحوار، تابع البابا يقول، من الواضح كم أن التربية على الأخوّة الشاملة، والتي تعني أيضًا تعلُّم بناء روابط صداقة واحترام، هي مهمّة في إطار الحوار بين الأديان. غالبًا ما تكون النساء أكثر التزامًا من الرجال على مستوى الحوار في الحياة وبالتالي يساهمنَ هكذا بفهم أفضل للتحديات الخاصة بالواقع المتعدد الثقافات. هناك نساء كثيرات مهيئات لمواجهة لقاءات حوار بين الأديان على مستويات عالية وهذا يعني أنّه لا يمكن حدُّ إسهام النساء بمواضيع ولقاءات نسائيّة وحسب.  

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول إنَّ الحوار هو مسيرة ينبغي على الرجل والمرأة أن يقوما بها معًا، واليوم أكثر من أيِّ وقت مضى من الأهميّة بمكان أن تكون النساء حاضرات. فالمرأة، وإذ تملك الصفات الفريدة، يمكنها أن تقدّم إسهامًا مهمًّا للحوار من خلال قدرتها على الإصغاء والقبول والانفتاح بسخاء على الآخرين.








All the contents on this site are copyrighted ©.