2017-06-01 13:59:00

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعيّة العامة لمجمع الإكليروس


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعيّة العامة لمجمع الإكليروس وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أفرح بحديثي معكم حول عطيّة الخدمة الكهنوتيّة بعد أشهر قليلة من صدور التوجيهات الأساسيّة للتنشئة الكهنوتية الجديدة؛ تتحدث هذه الوثيقة عن تنشئة شاملة قادرة على إدماج جميع جوانب الحياة وتشير هكذا إلى أسلوب تنشئة التلميذ المرسل: درب مثيرة ومتطلّبة

تابع البابا فرنسيس يقول في تأمّلي حول هذين الجانبين - سحر الدعوة ومتطلباتها الملزمة - فكّرت بشكل خاص بالكهنة الشباب الذين يعيشون فرح بداية الخدمة ويشعرون بالوقت عينه بثقلها؛ لأنّ قلب الكاهن الشاب يعيش بين حماس المشاريع الأولى وقلق التعب الرسولي. كيف يعيش الكاهن الشاب هذه الأمور كلها؟ ماذا يحمل في قلبه؟ لماذا يحتاج لكي وإزاء الصعوبات الأولى لا تصاب بالشلل رجلاه اللتان تركضان لتحملا بشرى الإنجيل السارة؟

أضاف الحبر الأعظم يقول علينا أن نقبل بواقع أننا غالبًا ما نحكم على الشباب بشكل سطحي ويتمّ تصنيفهم كجيل "مائع" بدون شغف ومُثُل. هناك شباب ضعفاء بالتأكيد ولكن لا ينبغي على هذا الأمر أن يمنعنا من رؤية الشباب القادرين على المراهنة بثبات على حياتهم والالتزام بسخاء. وبالتالي يمكننا أن نسأل أنفسنا: كيف ننظر إلى الكهنة الشباب بين كهنتنا؟ لنسمح أن تنيرنا كلمة الله التي تظهر لنا كيف يدعو الرب الشباب ويثق بهم. فيما "كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ نادِرةَ في تِلكَ الأَيَّام" (١ صم ٣، ١) لأن الشعب كان قد ضلَّ ولم يعد يصغي إلى صوت الله، كلّم الله صموئيل الشاب، خادم مذبح صغير، الذي أصبح نبيًّا للشعب. من ثمّ تذهب نظرة الرب أبعد من المظاهر فهو قد اختار داود الأصغر بين أبناء يسى ومسحه ملكًا على إسرائيل. وإلى إرميا الذي كان قلقًا لكونه صغيرًا ليحمل الرسالة قدّم له الرب أبوّته مؤكِّدًا: " لا تَقُل: "إنِّي وَلَد" فإنَّكَ لِكلِّ ما أُرسِلُكَ لَه تَذهَب... فإِنِّي مَعَكَ لأُنقِذَكَ" (إرميا ١، ٧. ٨).

تابع الأب الأقدس يقول هذا ما أريد قوله للكهنة الشباب: لقد تمّ اختياركم وأنتم ثمينين في عيني الله! الله ينظر إليكم بحنان أب وبعد أن جعل قلبكم يُغرم به لن يترك أبدًا خطواتكم تزل. أفرح دائمًا عندما التقي كهنة شبابًا لأنني أرى فيهم شباب الكنيسة؛ لذلك وإذ أفكّر بالتوجيهات الأساسيّة للتنشئة الكهنوتية الجديدة والتي تتحدّث عن الكاهن كتلميذ مرسل في تنشئة دائمة؛ أرغب بتسليط الضوء على بعض المواقف المهمّة لاسيما للكهنة الشباب: الصلاة بلا كلل والسير دائمًا والمشاركة بواسطة القلب.

أضاف الحبر الأعظم يقول الصلاة بلا كلل. يمكننا أن نكون "صيادي بشر" فقط إن سمحنا أولاً لحنان الله أن "يصطادنا". لقد بدأت دعوتنا عندما وعلى مثال صيادي الجليل تركنا شباكنا لنمسك تلك التي سلّمنا الرب إياها. خلال سنوات التنشئة كانت ساعات النهار مقسّمة بشكل يمنحنا الوقت الضروري للصلاة؛ لكن بعد التنشئة لا يمكننا أن نحصل على هذا النظام لانشغالنا في وتيرة الالتزامات الراعويّة. لذلك نحن بحاجة لأن نتوقّف ونصغي إلى كلمة الله والمثول أمام بيت القربان؛ وفي الوقت عينه نحن بحاجة لأن نصغي إلى جسدنا، الطبيب الكفوء الذي ينذرنا عندما يتخطى التعب حدوده.

تابع البابا فرنسيس يقول السير دائمًا لأن الكاهن لا يمكنه أن "يصل" أبدًا إلى شيء نهائي لأنه يبقى على الدوام تلميذًا يحج على دروب الإنجيل والحياة فيما يوجّه نظره دائمًا نحو سرّ الله والأرض المقدّسة للأشخاص الموكلين إليه. لذلك ينبغي علينا أن نعمل على تحديث أنفسنا باستمرار وأن نبقى منفتحين على مفاجآت الله! في هذا الانفتاح نحو الجديد، يمكن للكهنة الجدد أن يكونوا مبدعين في البشارة من خلال التردُّد بحكمة إلى أماكن التواصل حيث يمكنهم أن يلتقوا بوجوه وقصص وتساؤلات أشخاص ويطوِّروا قدرات اجتماعيّة وعلائقية لإعلان الإيمان. وختامًا، المشاركة بواسطة القلب لأن حياة الكاهن ليست مكتبًا بيروقراطيّا؛ أن يكون المرء كاهنًا يعني أن يكرّس حياته للرب والإخوة حاملاً في جسده أفراح وأحزان الشعب باذلاً وقته أيضًا في الإصغاء للآخرين ومداواة جراحهم مقدمًا لهم جميعًا حنان الآب.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول الصلاة بلا كلل والسير دائمًا والمشاركة بواسطة القلب هذه الأمور كلها تعني عيش الحياة الكهنوتيّة بالنظر إلى العلى وبالتفكير على صعيد أكبر وأوسع. ليست رسالة سهلة ولكن يمكننا أن نثق بالرب بالكامل لأنّه يسبقنا دائمًا في المسيرة!








All the contents on this site are copyrighted ©.