2017-05-26 13:53:00

البابا فرنسيس: يقيم المسيحي في العالم لكنّ نظره موجَّه نحو السماء


"يقيم المسيحي في العالم كي يعلن يسوع، لكنّ نظره يتوجّه نحو السماء على الدوام ليكون متّحدًا معه" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الأب الأقدس تقدّم لنا القراءات التي تقدّمها لنا الليتورجيّة اليوم ثلاث كلمات وثلاثة أمكنة للإشارة إلى مسيرة المسيحي. الكلمة الأولى هي الذكرى. يقول يسوع القائم من الموت لتلاميذه أن يسبقوه إلى الجليل حيث عاشوا أول لقاء لهم مع الرب؛ وكل فرد منا لديه "جليله" حيث أظهر لنا يسوع نفسه للمرّة الأولى وعرفناه واختبرنا فرح وحماس إتباعه. لكي يكون المرء مسيحيًّا صالحًا من الأهميّة بمكان أن يحافظ على الدوام على ذكرى اللقاء الأول مع يسوع واللقاءات التي تليه أيضًا، لأنَّ نعمة الذكرى هي التي تعطينا الثقة عند التجارب والمحن.

تابع البابا فرنسيس يقول أما المرجع الثاني فهو الصلاة. عندما صعد يسوع إلى السماء لم يتركنا؛ لقد انفصل عنا جسديًّا نعم ولكنّه لا يزال على الدوام في علاقة معنا ليشفع بنا. فهو يُري جراحاته للآب الثمن الذي دفعه من أجلنا ومن أجل خلاصنا، لذلك ينبغي علينا أن نطلب نعمة تأمّل السماء، أي نعمة الصلاة والعلاقة التي نبنيها مع يسوع من خلال الصلاة إذ في تلك اللحظة يكون حاضرًا معنا ويصغي إلينا. من ثمّ، أضاف الحبر الأعظم يقول هناك المرجع الثالث وهو العالم. قبل أن يترك هذا العالم – كما سمعنا أمس في إنجيل الصعود – قال يسوع لتلاميذه: "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم". اذهبوا: وبالتالي يقيم المسيحي في العالم كي يعلن كلمة يسوع وأننا مُخلَّصون، وأنّه قد أتى ليمنحنا النعمة ويحملنا جميعًا معه إلى الآب.

أضاف الحبر الأعظم يقول هذه هي "طوبوغرافية" الحياة المسيحيّة أي الأماكن المرجعيّة في حياتنا: الذكرى والصلاة والرسالة وهذه هي الكلمات الثلاثة لمسيرتنا: الجليل والسماء والعالم. على المسيحي أن يتحرّك داخل هذه الأبعاد الثلاثة ويطلب نعمة الذكرى قائلاً: "لا تسمح يا رب بأن أنسى اللحظة التي اخترتني بها ولا اللحظة التي التقينا بها"، بعدها يرفع الصلاة ناظرًا إلى السماء لأنّ يسوع هناك ليشفع بنا، ومن ثمّ ينطلق في الرسالة: وبذلك لا أعني بالضرورة أنّه على الجميع أن يسافروا خارج بلادهم لأنَّ الإنطلاق في الرسالة هو عيش الإنجيل والشهادة له معلنين يسوع للناس كما هو وذلك من خلال الشهادة والكلمة لأنني لا يمكنني أن أعلن يسوع كما هو بدون أن أعيشه في حياتي.

أما إن عشنا في الذكرى والصلاة والرسالة – خلُص البابا فرنسيس إلى القول – فستكون حياتنا المسيحية جميلة وفرِحة، وهذا ما يقوله لنا يسوع في ختام إنجيل اليوم: "عندما تعيشون حياتكم المسيحيّة بهذا الشكل "تَفَرحُ قُلوبُكم، وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح". لا أحد يمكنه أن يسلبني هذا الفرح لأنني أملك ذكرى اللقاء بيسوع واليقين بأن يسوع هو الآن في السماء ويشفع لي وأنا أصلّي وأتحلّى بالشجاعة لأخرج من ذاتي وأذهب إلى الآخرين وأشهد من خلال حياتي أن الرب قام من الموت وهو حي. إذًا ذكرى صلاة ورسالة، ليمنحنا الرب نعمة أن نفهم "طوبوغرافية" الحياة المسيحيّة هذه ونسير قدمًا بفرح، ذاك الفرح الذي لا يمكن لأحد أن يسلبنا إياه.            








All the contents on this site are copyrighted ©.