2017-04-10 12:06:00

خطاب البابا فرنسيس إلى أعضاء اللجنة الوطنية الإيطالية للأمن البيولوجي والتقنيات البيولوجية وعلوم الحياة


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة البابوات بالفاتيكان أعضاء اللجنة الوطنية الإيطالية للأمن البيولوجي والتقنيات البيولوجية وعلوم الحياة. وجه البابا لضيوفه الثلاثين خطابا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان خاصا بالذكر رئيس هذه اللجنة البروفيسور أندريا لينسي. وعبّر فرنسيس عن تقديره للعمل الذي تقوم به هذه اللجنة منذ تأسيسها لربع قرن خلا من قبل رئاسة مجلس الوزراء لافتا إلى أن المسائل والملفات التي تعالجها هذه الهيئة الإيطالية تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للإنسان المعاصر، أكان كفرد أم في بعده العلائقي والاجتماعي انطلاقا من العائلة ووصولا إلى الجماعات المحلية والوطنية ثم إلى الجماعة الدولية والعناية بالخليقة.

هذا ثم تطرق البابا إلى ما ورد في الفصل الثاني من سفر التكوين الذي يحدثنا عن الله عندما وضع الإنسان في جنة عدن كي يعتني بها ويحرسها وأشار فرنسيس إلى فكرة الاعتناء بالأرض التي تتطلب الاهتمام بالزرع كي يُزهر ويُثمر. وحذّر البابا من مغبة أن ننسى أن هذا النص الكتابي الذي دعانا إلى حراسة الأرض، أو جنة العالم، وذكر في هذا السياق بما جاء في رسالته العامة "كن مسبحا" موضحا الفرق بين حراثة الأرض وحراستها. وأكد فرنسيس أن الواجبات الملقاة على عاتق اللجنة الوطنية الإيطالية للأمن البيولوجي والتقنيات البيولوجية وعلوم الحياة لا تقتصر فقط على تعزيز النمو المتناغم والمتكامل للبحث العلمي والتكنولوجي المتعلق بالعمليات البيولوجية للحياة النباتية والحيوانية والإنسانية؛ إذ إن هذه اللجنة مدعوة أيضا إلى تحديد سبل الوقاية من التبعات السلبية التي يسببها الاستخدام السيء للمعارف والقدرة على التلاعب بالحياة.

ولفت البابا إلى أن العالِم شأن الخبير التقني، مدعو إلى المعرفة وإلى اتخاذ قرارات مسؤولة فيما يتعلق بالخطوات الواجب اتخاذها في الاتجاه الصحيح. وأكد أن مبدأ المسؤولية هو أمر أساسي بالنسبة لتصرفات الإنسان الذي ينبغي أن يتحمل مسؤوليات أفعاله أمام نفسه وأمام الله. ورأى البابا أن ثمة خطرا داهما يتمثل في عدم قدرة المواطنين ومن يمثلونهم ويحكمونهم على إدراك أهمية التحديات إدراكا كاملا، فضلا عن المشكل المعقدة التي تنتظر الحل والخطر الناجم عن الاستخدام السيء للقوة التي يضعها العلم والتكنولوجيا بين أيدينا.

هذا ثم أكد البابا أنه ليس من السهل أن نصل إلى علاقة متناغمة بين مختلف المجالات العلمية والإنتاجية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمل على تعزيز تنمية مستدامة تحترم البيت المشترك. واعتبر أن هذا الأمر يتطلب تواضعا وشجاعة وانفتاحا على الحوار بين مختلف المواقف في إطار اليقين بأن الشهادة التي يقدمها رجال العلم إلى الحقيقة والخير العام تساهم في نضوج الضمير المدني. في ختام خطابه إلى أعضاء اللجنة الوطنية الإيطالية للأمن البيولوجي والتقنيات البيولوجية وعلوم الحياة ذكّر البابا ضيوفه بأن العلوم والتقنيات صُنعت من أجل الإنسان ومن أجل العالم وليس بالعكس. وتمنى أن توضع هذه العلوم والتقنيات في خدمة حياة كريمة وسليمة للجميع، في الحاضر والمستقبل، وتجعل بيتنا المشترك قابلا للسكن وأكثر تضامنا. وأكد البابا لضيوفه أنه يصلي من أجلهم سائلا الرب أن يباركهم.    








All the contents on this site are copyrighted ©.