2017-04-10 12:59:00

الكنائس الكاثوليكية تعزي الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وتشاطرها الألم والرجاء


عقب عملتَي أمس الإرهابيتين اللتين استهدفتا كنيستين قبطيتين أرثوذكسيتين خلال الصلاة احتفالا بأحد الشعانين في مدينتَي طنطا والاسكندرية في مصر، توافدت على البطريركية المرقسية رسائل وبرقيات التعازي والتضامن من بطاركة الكنائس الكاثوليكية في المنطقة. فمن سوريا أصدر غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، البيان التالي: "نتقدم بخالص التعازي القلبية باسمنا وبصفتنا رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكية في سوريا لغبطة أخينا البطريرك قداسة البابا تواضروس الثاني و للكنيسة القبطيّة، وإلى القيادة المصريّة في المصاب الجلل الذي وقع بفعل الإعتداء الإرهابي الهمجي على المؤمنين المصّلين في بيت الله. وإذ نُحَيّي أرواح شهداء الكنيسة، نطلب الصبر والسلوان للأهالي المفجوعين والشفاء العاجل للجرحى، متضرّعين إلى الرب يسوع بشفاعة أم الله مريم العذراء أن يَمُدَّهُم بالقوّة بنعمة الروح القدس. وبعد، إنَّ الدماء الزكيّة التي روت أرض مصر اليومَ تمتزج بدماء قافلة الشهداء المصريّين على امتداد مساحة الوطن وطوائفه. ولعلَّ الإرهاب التكفيري الأعمى المُتمادي يستدعي منّا جميعًا تحرُّكًا فاعلًا يتجاوز الشجب والإستنكار، لأنَّ الإجرام الذي تشهده كافة الأقطار العربيّة تقف خلفه قوى كبرى تُدير عن بُعد هذه المنظّمات المغوليّة. ولأنّ أرواح البشر وكرامتهم أصبحت في مرمى أولئك المجرمين، ووفاءًا لأرواح الشهداء، أصبح لزامًا علينا فضح هويّة المُجرم الأكبر القابع في أروقة القرار خلف البحار. وعليه، إنّ الإكتفاء بملاحقة الإرهابيّين الضالّين، وعلى أهميّتها، لن يؤدّي إلى ردع آلة القتل. فمن يُغذّيها وينشرها، لم تهزّ ضميره بعد أنهر الدماء التي اخترقت كل الدول والمجتمعات، إذ إنّ منطق المصالح الدوليّة أطبق كليًّا على طبيعته البشريّة التي لا ينفكُّ ينحرها دونما رحمة أو تردُّد. وإذ نشدُّ على أيدي سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في جهوده الآيلة إلى ضرب الإرهاب، ندعو إلى توحيد الجهود العربيّة لوضع حدّ للأطماع السياسيّة والإستراتيجيّة، التي تدفع ثمنها ملايين الأرواح البريئة، والكرامة البشريّة جمعاء، تغمدّ الرب يسوع الشهداء برحمته، راجين منه رفع الكابوس المظلم".

هذا وشجب غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الإعتدائين الإرهابيين على كنيستي مار جرجس في مدينة طنطا في القاهرة والكنيسة المرقسية في الإسكندرية موجها تعازيه الحارة الى الجمهورية العربية المصرية بشخص رئيسها عبد الفتاح السيسي، والى الكنيسة المصرية بشخص قداسة البابا تاوضرس الثاني، شاكرا الرب على نجاته من تفجير الكنيسة المرقسية ، كما توجه غبطته بالتعزية المسيحية الى ذوي الشهداء. واذ سأل غبطته الله الرحمة لنفوس الشهداء الأبرياء الذين شاركوه بداية هذا الأسبوع المقدس آلامه الخلاصية وهو سيشركهم حتما في قيامته، امل غبطته الشفاء العاجل للجرحى. ودعا الكردينال الراعي المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته حيال ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان ولكرامته وحريته الدينية في منطقة الشرق الاوسط.

من جانبه أدان غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان "الاعتداءات الرهيبة التي طالت المصلين في كنائس مصر". وأكد في بيان نشره موقع البطريركية انضمام البطريركية الكلدانية إلى "الأخوة الأقباط بالصلاة عن راحة أنفس الشهداء والشفاء العاجل للجرحى والأمان في مصر". وتطرق بعد ذلك إلى "الفكر الذي يحرض على التكفير، والتخوين، والإقصاء والقتل" باعتباره المشكلة الحقيقية، مشددا بالتالي على ضرورة اهتمام المجتمع الدولي بهذه القضية. كما شدد على أهمية دور  "المنابر الدينية والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام في توعية الناس بمصيرهم وتوحيد صف المعتدلين والمنفتحين في إشاعة ثقافة السلام والتسامح وقبول الآخر واحترام مبادئ حقوق الإنسان وتفعيل قيم العيش المشترك". 

ومن أبرشية حلب وجه غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي رسالة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، جاء فيها: "إنّنا بكتابنا هذا نعرب لكم عن أشدّ عبارات الاستنكار لهذين العملين الإجراميين الشنيعين اللذين حلّا بأبناء كنيستكم، وهما يهدفان إلى زعزعة الأمن والاستقرار وزرع بذور الفتنة والنيل من الوجود المسيحي المتأصّل في الشرق عامّةً وفي مصر خاصةً. كما نتقدّم منكم ومن آباء مجمعكم المقدس وأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة ومن جميع المسيحيين والمواطنين الأصيلين في مصر بأحرّ التعازي بالشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية أرض وطنهم، ونصلّي أن يكون استشهادهم المتزامن مع آلام الرب يسوع مَعين بركة وخلاص لمسيحيي الشرق، وندعو بالشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين. نجدّد تضامننا الكلّي معكم ودعاءنا إلى الرب يسوع، ملك السلام، أن ينشر أمنه وسلامه في مصر وسوريا والعراق ولبنان والشرق والعالم. ودمتم سالمين ببركة الرب ورعايته"..

وفي مصر وإلى جانب برقية عزاء أرسلها غبطة البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، إلي قداسة البابا تواضروس الثاني، أرسل المطران كريكور اوغسطينوس كوسا أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك  برقية تعزية إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، وأيضا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك فور نشر نبأ التفجير الذي حصل في كنيستَي طنطا والاسكندرية. وجاء في البرقية: "ببالغ الحزن والأسى وصلَنا، ونحن نحتفل بأحد الشعانين،  بالهجوم الإرهابي واللإنساني على الكنائس القبطية الشقيقة في طنطا والاسكندرية، في يوم أحد الشعانين والعالم كُلّه مع الأطفال والشبيبة والعائلات يحتفل بفرح دخول السيد المسيح إلى أورشليم وبدء أسبوع الآلام العظيم المُقدّس .نرفع صلاتنا إلى الله العليّ القدير طالبين منه أن ينوّر الإرهابين بنوره الإلهيّ ليفتح أعينهم وقلوبهم ليعرفوا محبة الله ورحمته، ويعودوا إليه بالندامةِ والتوبةِ ، ويتابعوا حياتهم بالخدمة والأعمال الصالحة. كما نسأل السيد المسيح، ملك السلام أن يضع السلام في العالم وفي مصر والشرق الأوسط، ويزرع الأمل في قلوب الشعوب .ونطلب من الرُّوح القُدُس أن يسكب تعازيه الإلهية على أسر الشهداء ويضمّد جروحهم ويثبتهم بالإيمان والرجاء وقيامة الموتى والحياة الأبديّة، وللمصابين الشفاء العاجل. المجد والخلود لشهداء الكنائس وشهداء الوطن".

أما من الأرض المقدسة فأعربت بطريركية القدس للاتين عن تعازيها للكنيسة القبطية وذلك في بيان نشره الموقع الرسمي للبطريركية. ومما ذكر البيان: "تستنكر البطريركيّة اللاتينيّة في القدس وجميع الكنائس في الأرض المقدّسة هذا الاعتداء الغاشم أثناء أسبوع الآلام، وترفع صلواتها من أجل الكنيسة القبطية والمؤمنين الأقباط. كما وتعرب البطريركيّة عن تضامنها مع جميع عائلات الضحايا وقربها منهم". ذكّر البيان من جهة أخرى بالعمليات الأخيرة التي استهدفت الكنائس والمصلين في مصر ومن بينها تفجير الكنيسة البطرسية في كانون الأول ديسمبر 2016، وما أسفرت عنه هذه الاعتداءات من شهداء. وختمت البطريركية اللاتينية: "ليشفع لنا هؤلاء الشهداء أمام ربنا يسوع المسيح من أجل أن يحل السلام في البلاد والمنطقة".

وتجدر الإشارة أيضا إلى إرسال مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة التعازي يوم أمس الأحد إلى مكتب قداسة البابا تواضروس الثاني. وجاء في رسالة التعزية: "لقد جاء هذان الاعتداءان أثناء الاحتفال بأحد الشعانين الذي يشكّل بداية “الأسبوع المقدس” الذي يستذكر فيه المسيحيون آلام وموت وقيامة السيد المسيح. ولذا في الوقت الذي نعزي فيه بضحايا الاعتداءين المذكورين ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونعبر عن تضامننا مع جميع ضحايا الإرهاب بالعالم عامة وفي الشرق الأوسط خاصة، فإننا باقون على رجاء القيامة، ومتأكدون بأن العلي القدير لن يسمح للشر أن يغلب الخير. من جهة أخرى يثني المجلس على المبادرات المختلفة التي أعلنتها وتنوي إعلانها بعض الكنائس في أرضنا المقدسة من أجل التضامن مع ضحايا الإرهاب، لاسيما في هذا الأسبوع الذي يذكّرنا بأنه بالرغم من الآلام والمعاناة إلا أن القيامة آتية لا محالة". وختم المجلس حسب ما نشر الموقع الإلكتروني للبطريركية اللاتينية مؤكدا رفع الصلاة إلى الله من أجل جميع ضحايا الإرهاب، والصلاة أيضا من أجل الإرهابيين كي يتوبوا إلى الله وكي يكفوا عن القيام بأعمال بعيدة كل البعد عما يرضيه.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.