العاهل السعودي والرئيس الروسي يشددان على أهمية تكثيف الجهود على المستوى الدولي في مجال مكافحة الإرهاب

على أثر الاعتداء الإرهابي الانتحاري الذي وقع على متن أحد قطارات الأنفاق في مدينة سان بيترسبورغ الروسية مسفراً عن سقوط أربعة عشر قتيلا على الأقل وقرابة تسعة وأربعين جريحاً أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالا هاتفيا مع الرئيس بوتين للتعبير عن تعازيه، وأكد أن بلاده تدين بشدة هذه العمليات الإرهابية، كما تشجب الإرهاب بكل أشكاله. هذا وسطر الطرفان أهمية تكثيف الجهود على المستوى الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، حسبما جاء في مذكرة صدرت عن الكريملين، مع التشديد على ضرورة توطيد العلاقات السياسية بين روسيا والمملكة العربية السعودية فضلا عن التعاون الاقتصادي والتجاري. ووجه بوتين دعوة للملك سلمان لزيارة موسكو.

يُذكر أن روسيا تعرضت في الماضي لهجمات من هذا النوع نفذها متمردون إسلاميون من منطقة شمال القوقاز ما استدعى ردا قاسيا من قبل القيادة الروسية. بيد أن المراقبين يعتبرون أن التدخل العسكري الروسي في سورية إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد جعل من هذا البلد هدفا لاعتداءات من قبل المقاتلين الإسلاميين الراديكاليين، وهذا الأمر يمكن أن يزيد من حجم المعارضة الداخلية الروسية للتدخل العسكري في سورية.    

ننتقل إلى الشأن السوري حيث ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس بالاعتداء الذي استُخدمت خلاله الغازات السامة في سورية وقال إن ما جرى يُظهر أن جرائم الحرب تُرتكب في هذا البلد، وأن القانون الإنساني الدولي يُنتهك بشكل مستمر. وعبّر المسؤول الأممي عن ثقته بأن مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اجتماعا مساء اليوم سيتحمّل مسؤولياته. جاءت تصريحات غيتيريس لدى وصوله إلى بروكسيل للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية وكانت في استقباله الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة فتح تحقيق في الحادث الأخير ـ الذي أسفر عن مصرع عشرات الأشخاص ـ من أجل إزالة كل الشكوك واعتبر أن مؤتمر بروكسيل مهم جدا لأن التقاء الجماعة الدولية يفسح المجال أمام ممارسة الضغوط على الأطراف المعنية بالنزاع وعلى البلدان المؤثّرة على الأرض.