2017-04-01 11:36:00

مقابلة مع الكاردينال تاغل حول الرسالة في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل


"نعم لتحدّي روحانيّة إرساليّة" هذا هو الموضوع الذي تمحورت حوله مداخلة الكاردينال لويس أنطونيو تاغل رئيس أساقفة مانيلا التي ألقاها أمس في إكليريكيّة فلورنسا في إيطاليا في إطار سلسلة لقاءات حول الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الكاردينال لويس أنطونيو تاغل حدّثنا فيها عن هذه المداخلة.

قال رئيس أساقفة مانيلا غالبًا ما نربط الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" بعبارة البابا فرنسيس الشهيرة أريد كنيسة تنطلق وتخرج إلى الضواحي. لقد اكتشفت من خلال إعادة قراءتي للإرشاد الرسولي أن الرسالة ليست واجبًا وحسب وإنما هي روحانيّة! بدون هذه الروحانيّة لا وجود لكنيسة تنطلق وتخرج، وبالتالي لكنيسة رسولية. إن الروحانية الإرساليّة بالنسبة للبابا فرنسيس هي الإنفتاح على الروح القدس وتمييز مشيئته وعمله لأن الكنيسة تطيع الروح القدس وتقوم بما يلهمها به. وبالتالي فالرسالة ليست مجرّد عمل أو مهمّة وإنما هي أيضًا تأمُّل ودهشة أمام الإنجيل، كما وهي ليست فقط أن نعطي كل شيء وإنما أن ننال أيضًا كل شيء. ولكن وفي محور هذا اللقاء ينبغي أن نضع على الدوام شخص يسوع المسيح والإنفتاح على الآخرين ولاسيما الفقراء. فإن غابت هذه اللقاءات غاب الارتداد وإن غاب الإرتداد تغيب الرسالة أيضًا.

تابع الكاردينال لويس أنطونيو تاغل يقول إن الضواحي ليست مجرّد فسحة جغرافيّة وإنما هي فسحة إنسانيّة. الضواحي هي المناطق المتروكة والمناطق حيث لا يتمُّ احترام كرامة الأشخاص لأنّهم قد تُركوا من قِبَل المجتمع والثقافة. وبالتالي يشكل الانطلاق والخروج إلى الضواحي علامة للشركة والتضامن الذي يؤكِّد على كرامة كلِّ شخص بشري وبالنسبة لنا نحن المسيحيين هو أيضًا عمل بشارة وإعلان أن يسوع المسيح حاضر بين الفقراء. كما إن الخروج والإنطلاق إلى الضواحي هو ليس فقط لإعطاء الإنجيل وإنما لرؤية الإنجيل الذي يعيشه الفقراء، لأن الفقراء يملكون حكمة وقدرة وجوديّة لفهم القيم الإنجيليّة، وبالتالي فالإنجيل الذي يعيشه الفقراء هو عجيبة بالنسبة لي لأن هؤلاء الأشخاص الذين لا يملكون شيئًا يعرفون معنى المحبّة والرجاء والمقاسمة. وهذا هو الإنجيل المعاش!

وختم الكاردينال لويس أنطونيو تاغل حديثه لإذاعتنا متحدثًا عن إسهام البابا فرنسيس في خط الإصلاح الذي بدأه البابا بولس السادس وقال في إحدى لقاءاته قال البابا فرنسيس أن بولس السادس هو المصلح الحقيقي، وهناك خط يستمر. فقد علّم في الرسالة العامة "ترقي الشعوب" أن الاسم الجديد للسلام هو التنمية البشريّة المتكاملة: تنمية كل رجل وامرأة وتنمية الشخص البشري بكامله وتنمية العالم لأنّ البشريّة هي عائلة كبيرة. هذا هو أيضًا روح الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" روح المسؤوليّة تجاه الآخرين. وبالتالي لا ينبغي علينا أن نلتقي الآخرين كغرباء وإنما كإخوة وأخوات وأن نرى حضور الرب فيهم. إنّه دفع للعمل معًا في سبيل تنمية بشريّة متكاملة وليس فقط من أجل دوافع اقتصاديّة أو اجتماعيّة وثقافيّة وإنما من أجل دوافع روحيّة أي حضور الرب في كل شخص وأن كل شخص هو عطيّة لنا من الرب.








All the contents on this site are copyrighted ©.