2017-03-04 12:14:00

رئيس الأساقفة أوزا يلقي محاضرة في جامعة فوردهام حول موضوع: الكرسي الرسولي ومكافحة الاتجار بالبشر


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا محاضرة في جامعة فوردهام بالولايات المتحدة الأمريكية حول موضوع "الكرسي الرسولي ومكافحة الاتجار بالبشر". استهل الدبلوماسي الفاتيكاني محاضرته مشيرا إلى أن هذه الآفة الخطيرة تحصد العديد من الضحايا في مختلف أنحاء العالم: إنهم رجال ونساء وأطفال يُتاجر بهم ويذهبون ضحية الاستغلال الجنسي والعبودية والعمل القسري. مع ذلك يعتقد البعض اليوم أن آفة العبودية باتت جزءا من الماضي، لكننا نُصاب بصدمة بكل ما للكلمة من معنى عندما ننظر إلى مختلف أشكال العبودية الراهنة في عالم اليوم.

وشاء رئيس الأساقفة أوزا أن يسلط الضوء على الحجم الهائل لهذه الظاهرة الرهيبة لافتا إلى أن آخر التقديرات تشير إلى أن عدد ضحايا هذه الآفة يناهز الأربعين مليونا، ويُضاف إلى هذا العدد الهائل من الرجال والنساء والأطفال المستعبدين ثلاثة ملايين شخص سنويا بحسب التقديرات التي تشير أيضا إلى أن النساء والأطفال يشكلون نسبة ثمانين بالمائة من الضحايا. وأكد سيادته أن ظاهرة الاتجار بالبشر هي بحد ذاتها صناعة تحقق أرباحا سنوية تُقدر بأكثر من اثنين وثلاثين مليار دولار أمريكي. هذا ولفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن هذه الظاهرة آخذة بالنمو وللأسف وهي تتغذى من الحروب والصراعات المسلحة فضلا عن أوضاع الفقر المدقع. إنها آفة تتخطى الحدود بين الدول وبالتالي لا يوجد أي بلد يمكن أن يعتبر نفسه بمعزل عنها. 

تابع رئيس الأساقفة أوزا محاضرته مؤكدا أن ظاهرة الاتجار بالبشر مرتبطة أيضا بالنتائج السلبية للعولمة وبتدفق المهاجرين واللاجئين وذكّر بأنه وفقا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة في العام 2015 تخطى عدد المهاجرين في العالم مائتين وخمسين مليون نسمة. وقد سجل هذا العدد ارتفاعا بنسبة أربعين بالمائة قياسا مع العام 2000. كما أن عدد الأشخاص الذين هُجروا بسبب الاضطهاد والصراعات المسلحة والعنف تخطى خمسة وستين مليونا خلال العام 2015. هذا ثم أشار سيادته إلى أهداف التنمية المستدامة للعام 2030 ومن بينها تبني إجراءات ناجعة من أجل استئصال العمل القسري ووضع حد للعبودية المعاصرة والاتجار بالكائنات البشرية. وذكّر في هذا السياق بأن الجماعة الدولية مدعوة إلى الالتزام في القضاء على هذه الآفة الخطيرة.

ولم تخلُ محاضرة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك من الإشارة إلى التزام الكنيسة الكاثوليكية في مجال استئصال ظاهرة الاتجار بالبشر، وهي تقدم إسهاما قيما في هذا المجال من خلال المؤسسات والهيئات التابعة لها. كما أن البابوات نددوا بهذه الآفة على الدوام، ومن بينهم البابا الحالي فرنسيس الذي أوضح أن هذه المسألة تتصدر أولويات حبريته. وختم المطران أوزا محاضرته في جامعة فوردهام الأمريكية مذكرا بالخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر 2015 والذي ذكّر فيه بواجب المؤسسات في إيجاد حلول ناجعة لكل الآفات التي تعاني منها العائلة البشرية وتبني الإجراءات الملموسة والفورية بغية وضع حد لهذه الانتهاكات.       








All the contents on this site are copyrighted ©.