مداخلة رئيس الأساقفة أوزا بشأن حماية البنى التحتية الحساسة من الهجمات الإرهابية

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة خلال جلسة نقاش مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي حول موضوع "حماية البنى التحتية الحساسة من الهجمات الإرهابية". قال سيادته إن ما يجري اليوم يذكّرنا بتهديد الهجمات الإرهابية المحدق بالبنى التحتية المدنية وبالمدنيين بصورة عامة خصوصا وأن الإرهابيين يرون في المدنيين هدفا مشروعا لهجماتهم.

انتقل المسؤول الفاتيكاني إلى الحديث عن الصراعات المسلحة الدائرة حاليا في منطقة بلاد ما بين النهرين والتي تركت تأثيرا خطيرا على الأقليات العرقية والدينية والثقافية التي تقيم في تلك البقاع منذ آلاف السنين. واعتبر أن الإرهابيين حاولوا أن يدمروا النسيج الثقافي والتاريخي والقضاء على المواقع التاريخية والدينية لافتا إلى أن التعرض للبنى التحتية ـ شأن المدارس والمستشفيات وشبكات المياه ودور العبادة ـ يهدد بقاء الجماعات على قيد الحياة وبات جزءا من إستراتيجية ترمي إلى القضاء على هذه الجماعات واقتلاعها من جذورها!

ذكّر رئيس الأساقفة أوزا بواجب الجماعة الدولية في توفير الحماية للمدنيين العزّل ولبناهم التحتية إزاء الاعتداءات الهمجية الإرهابية وعاد ليؤكد أن الكرسي الرسولي يطالب الدول المصنعة للأسلحة بضبط عمليات تصنيع وبيع الأسلحة والذخائر ومراقبتها خصوصا في المناطق حيث هناك خطر أن تقع في أيدي منظمات ومجموعات يمكن أن تستخدمها ضد المدنيين. واعتبر مراقب الكرسي الرسولي أن الجماعة الدولية مدعوة أيضا لمعالجة مشكلة الجريمة المنظمة التي تتاجر بالسلاح، ويتعين عليها أيضا أن تتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية عن طريق تبادل المعلومات والممارسات الحسنة وتنسيق السياسات المشتركة ومراقبة الحدود.

ولم تخل مداخلة مراقب الكرسي الرسولي من الإشارة إلى أن البابا فرنسيس تحدث في مناسبات عدة عن حرب عالمية ثالثة مجزّأة يشهدها عالمنا المعاصر اليوم إذ نرى الأعمال الوحشية والمجازر والدمار العبثي. وختم رئيس الأساقفة أوزا داعيا الجماعة الدولية إلى توحيد الجهود ورص الصفوف من أجل وضع حد لهذه الحرب العالمية الثالثة، واعتبر أن هذا الهدف يتحقق من خلال تبادل المعلومات والتكنولوجيات بين الدول، وخصوصا مع البلدان العاجزة عن حماية بناها التحتية من الهجمات الإرهابية.