2017-01-02 12:41:00

الكاردينال زيناري يقول إن السوريين يتطلعون إلى المستقبل بأعين الأمل


مع إطلالة العام الجديد أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع السفير البابوي في دمشق الكاردينال ماريو زيناري الذي اعتبر أن العام 2017 قد يشكل منعطفا في الأزمة السورية وذلك على الرغم من هشاشة الهدنة التي تم التوصل إليها في الثلاثين من كانون الأول ديسمبر الماضي بفضل وساطة روسية ـ تركية حظيت بدعم إيران مع أن الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الإسلامية. في غضون ذلك ينظر الجميع بأعين الأمل إلى المفوضات المزمع إجراؤها هذا الشهر في الأستانة، عاصمة كازاخستان، بين المعارضة والحكومة السوريتين بعد أن باءت بالفشل جولات الحوار التي عُقدت في جنيف على مدى السنوات القليلة الماضية.

الكاردينال زيناري عبّر عن أمله بأن تؤدي الهدنة إلى تحوّل إيجابي في الصراع السوري لافتا إلى أن الاتفاق يبعث على الأمل بالمستقبل ومشددا في الوقت نفسه على ضرورة توخي الحذر خصوصا لأن الاتفاق لا يشمل جميع الفرقاء المعنيين بالصراع المسلح في سورية، وإزاء الهجوم الإرهابي الذي وقع في تركيا المجاورة ليلة رأس السنة. مع ذلك، قال نيافته، تنفّس العديد من السوريين الصعداء بعد دخول اتفاقية وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وأكد أن أحياء كبيرة من العاصمة دمشق تفتقر إلى المياه منذ أسبوع تقريبا بسبب الأضرار التي أُلحقت بالخزانات، كما أن جزءا كبيرا من المدينة لا يحصل على التيار الكهربائي.

أما فيما يتعلق بالوضع في حلب، التي تمكن الجيش النظامي من السيطرة عليها بدعم من الطائرات الحربية الروسية، لفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الجماعات المسيحية هناك تمكنت من الاحتفال بعيد الميلاد في أجواء من الهدوء والطمأنينة غابت عن المدينة خلال السنوات الماضية. وتعليقا على نداء البابا الأخير لصالح السلام في سورية، عندما دعا فرنسيس الجماعة الدولية إلى الالتزام بشكل فاعل في إحلال الأمن والاستقرار، قال السفير البابوي في دمشق إنه من الأهمية بمكان أن تسعى الجماعة الدولية للتوصل إلى اتفاق يوقف القتال في سورية. وأشار إلى الانقسام الراهن وسط المجتمع الدولي بشأن الصراع السوري، لاسيما داخل مجلس الأمن، معتبرا أن هذه الانقسامات حالت دون التوصل إلى درب السلام، على الرغم من التصويت بالإجماع على قرارين أمميين خلال الأيام الماضية ما يبعث على التفاؤل والأمل في حصول تحوّل خلال العام 2017. 

هذا وأكد الكاردينال زيناري أنه آن الأوان اليوم لتضميد الجراح العميقة أكانت جراح الجسد أو جراح النفس والروح، لافتا إلى أن كل الجماعات المسيحية في مختلف أنحاء سورية احتفلت بعيد الميلاد خلال الأيام الماضية وقد تميّز هذا العيد بالأمل والصلاة على نية تحقيق المصالحة والغفران داخل المجتمع السوري. وختم السفير البابوي حديثه لإذاعتنا مؤكدا أن الدرب المؤدية إلى السلام والاستقرار ما تزال طويلة وشاقة، مع ذلك يرى السوريون بوادر الأمل في المستقبل، وتمنى نيافته أن تنمو بذور الرجاء وتحمل ثمار المصالحة والسلام بعون الله ومساعدة المجتمع الدولي.    








All the contents on this site are copyrighted ©.