2016-12-26 11:55:00

عظة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عيد الميلاد


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الميلاد يوم أمس الأحد في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون وعدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية. ألقى غبطته عظة للمناسبة قال فيها إن عيد ميلاد الربّ يسوع، مخلّص العالم وفادي الإنسان، يكتسب هذه السنة رونقًا خاصًّا بانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ سنتَين وخمسة أشهر. ولفت إلى أن الشّعب اللبناني يدرك أنّ لبنان لا يستطيع النهوض، على كلّ المستويات، إلا بتضافر قوى الجميع، وقد ازداد هذا الرونق بتشكيل الحكومة الجديدة الجامعة، التي تعكس كلّ مكوّنات البلاد.

تابع البطريرك الماروني يقول: ميلادُ المخلّص يفعل في العالم مثل النور الذي يلج الظلمة ويبدّدها مهما كانت كثيفة. ووجود الربّ وسط شعبه يمحو ثقل الانكسار واليأس والقلق، وينشر الفرح والبهجة. لا تستطيع الكنيسة، ولا أحد أيضًا، الظنّ أنّها تشعّ بنورها الذاتي. بل تشعّ بنور المسيح كالقمر الذي لا يضيء من ذاته، بل يعكس نور الشمس. كلّ مسيحي مدعو، في أيّة حالة كان أو موقع في الكنيسة أو المجتمع أو الدولة، أن يعكس نور المسيح، نور الحقيقة والعدالة والمحبة والحرية، ويقشع كل أنواع الظلمات. وهذا مطلوب بنوع خاصّ من كلّ مسؤول.

مضى البطريرك الراعي إلى القول: ظلماتٌ كثيفة تكتنف الشعب والوطن. والوطن بحاجة إلى مصالحة وطنيّة شاملة تشدّد عراه بروح الشركة والمحبة، فتزول معه ظلمة الخلافات والنزاعات على حساب الخير العام. والاقتصاد بحاجة إلى إصلاح ونهوض في كلّ قطاعاته الإنتاجية بحيث يسير نحو توطيد دولة الإنماء والنهوض الاقتصادي، من أجل إخراج الشعب من ظلمة الفقر، والمجتمع من ظلمة التقهقر.

ولا بدّ من العمل الجدّي السريع، مع الأسرة الدولية، على إعادتهم إلى أرض وطنهم، وتوجيه جميع المساعدات إليهم هناك، لكي يتمكّنوا من إعادة بناء بيوتهم، واستعادة حقوقهم وكرامتهم كمواطنين. وإذ نخشع معًا أمام الطفل الإلهي، المشعّ بأنوار محبّة الله وسموّ التواضع وكمال التجرّد، نسأله أن يدخلنا في رحاب هذه الأنوار، لكي نعكسها في العائلة والكنيسة، وفي المجتمع والدولة. وبهذا الدُّعاء نقدّم لكم أخلص التهاني والتمنيات بالأعياد الميلادية المجيدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.