2016-12-23 12:48:00

رسالة البابا فرنسيس إلى رئيس أخوية شركة وتحرير


بعث البابا فرنسيس برسالة إلى الكاهن خوليان كارون رئيس أخوية "شركة وتحرير" الذي وزعها بدوره على الأشخاص المنتمين إلى هذه الجمعية ودعاهم إلى قراءتها والتأمل بمضمونها. استهل البابا رسالته متوجها بالشكر لأعضاء الأخوية على حملة جمع التبرعات أثناء زيارات الحج والتي قدموها لاحقا إلى البابا كي يُخصصها للأعمال الخيرية. وعبر البابا عن سروره لأن العديد من الأشخاص انطلقوا في مسيرة من الرحمة في روح المقاسمة مع المحتاجين في أكثر من مائتي مزار ومعبد مريمي في إيطاليا ومختلف أنحاء العالم. وأكد أن الفقراء يذكروننا بما هو جوهري وأساسي في الحياة المسيحية.

وذكّر بكلمات القديس أغسطينوس الذي أشار إلى وجود أشخاص يفضلون توزيع ممتلكاتهم على الفقراء وآخرين يصيرون فقراء في الله. وأكد البابا فرنسيس أن هذا النوع من الفقر ضروري للغاية لأنه يصف ما يوجد داخل قلبنا حقا: أي الحاجة إلى الله. لذا نحن نذهب لملاقاة الفقراء ليس لأننا نعرف أن هذا الفقير هو يسوع إنما كي نعيد اكتشاف أن هذا الفقير هو يسوع. وأشار البابا في هذا السياق إلى كلمات مؤسس الرهبنة اليسوعية إغناطيوس دي لويولا الذي قال مرة إن الفقر يولّد حياة روحية وحياة قداسة وحياة رسولية، وهو في الوقت نفسه يحمي من الكوارث لأن العديد من الكوارث الكنسية حصلت نتيجة انعدام الفقر.

تابع البابا فرنسيس الرسالة مؤكدا أنه في عالم يسوده منطق الربح الذي يولّد أوضاعا جديدة من الفقر ويولّد ثقافة الإقصاء، لا بد من أن نطلب نعمة الحصول على كنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء. وهذا الأمر يتطلب العودة إلى الجذور، لأن هذه العودة لا تعني الرجوع إلى الماضي إنما تعطي قوة لانطلاقة جديدة نحو المستقبل. إنها ثورة الحنان والمحبة. هذا ثم تمنى البابا أن يتمكن أعضاء الحركة الكاثوليكية من العمل بطمأنينة وبشكل مثمر والشهادة بشجاعة لأصالة الحياة المسيحية. في الختام سأل البابا الرب أن يبارك الجميع داعيا الكل إلى الصلاة من أجله.    

هذا ووزع رئيس "شركة وتحرير" رسالة البابا فرنسيس هذه على المنتسبين إلى الحركة لمناسبة الاحتفال بالأعياد وكتب أن البابا فرنسيس شاء أن يتوجه بالشكر إلى الجميع على التبرعات التي جُمعت خلال زيارات الحج التي قاموا بها إلى مختلف المزارات المريمية حول العالم لمناسبة يوبيل سنة الرحمة الذي انتهى في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأكد كارّون أن البابا فرنسيس لم يكتف بالتعبير عن امتنانه للمنتسبين إلى الجمعية الكاثوليكية، إذ شجعهم أيضا على الشهادة بشجاعة لأصالة الحياة المسيحية. 








All the contents on this site are copyrighted ©.