2016-12-15 12:50:00

البابا يستقبل ستة سفراء جدد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تقديمهم أوراق اعتمادهم


التقى البابا فرنسيس في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان ستة سفراء جدد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تقديمهم أوراق اعتمادهم ويمثلون كلا من تونس، السويد، مولدوفا، بورودندي، ماوريسيوس وفيدجي. وجه البابا للدبلوماسيين الستة خطابا عبر في مستهله عن سروره لاستقبالهم في الفاتيكان وشكرهم على الكلمات اللطيفة التي وجهوها له وتعبّر عن الرغبة العميقة في تمتين العلاقات بين بلدانهم والكرسي الرسولي.

بعدها قال البابا إن السفراء الستة قدموا من بلدان متواجدة في مناطق جغرافية بعيدة عن بعضها، وحضورهم في روما يعكس الطابع الكوني لرسالة الكنيسة الكاثوليكية، التي هي رسالة دينية أساسا، لكنها في الوقت نفسه تحمل بعدا هاما في التاريخ ألا وهو العلاقة بين الدول والحكومات، وهي تشهد للقيم الروحية والخلقية التي تستمد جذورها من الكائن البشري والمجتمع وهي قيم متقاسمة لدى جميع الأشخاص الحريصين على تعزيز الخير العام.

هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن قيمة السلام، مشيرا في هذا السياق إلى الاحتفال ـ منذ خمسين سنة ـ باليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني يناير من كل عام ويحصل هذا من خلال توجيه رسالة للمناسبة إلى مختلف السلطات الدينية والمدنية وجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة في أنحاء العالم كافة. ولفت البابا إلى أن رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام 2017 تتمحور حول موضوع اللاعنف الذي يشكل بحد ذاته قيمة كونية، وجدت في إنجيل المسيح تمامها، مع أنها تنتمي أيضا إلى تقاليد روحية نبيلة وعريقة.

وشدد فرنسيس في هذا السياق على أهمية تعزيز مفهوم اللاعنف في عالم اليوم المطبوع بالعديد من الصراعات المسلحة والحروب، معتبرا أن هذا الأمر يتطلب تحمّل المسؤوليات على مختلف الأصعدة: تربية العائلة، الالتزام الاجتماعي والمدني وصولا إلى النشاط السياسي والعلاقات الدولية. وأكد ضرورة نبذ العنف كوسيلة لحل الصراعات ومواجهتها دائما من خلال الحوار والتفاوض.

وأكد البابا أن الأشخاص الذين يشغلون مناصب مؤسساتية على الصعيدين الوطني والدولي مدعوون إلى تحمّل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم بعيدا عن العنف، لافتا إلى أن اللاعنف ليس علامة للضعف والاستسلام بل على العكس إنه يتطلب الشجاعة والقدرة على مواجهة المشاكل والصراعات بنزاهة فكرية وتقديم الخير العام على المصالح الأيديولوجية والاقتصادية والسياسية. وذكّر البابا بوجود شعوب وأمم تمكنت ـ من خلال اللاعنف ـ من بلوغ الحرية والعدالة بالطرق السلمية. في ختام خطابه إلى السفراء الجدد تمنى البابا أن ينجح الكرسي الرسولي وبالتعاون مع الحكومات التي يمثلها هؤلاء الدبلوماسيون في السير قدما في درب تعزيز السلام والقيم التي تساهم في تحقيق التنمية المتكاملة للكائن البشري وللمجتمع.   








All the contents on this site are copyrighted ©.