2016-12-03 15:04:00

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في منتدى حول النماذج الاقتصادية


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي المشاركين في منتدى "Fortune-Time" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أعبّر عن تقديري لعملكم خلال هذين اليومين، كما أن الموضوع الذي اخترتموه، "تحدّي القرن الحادي والعشرين: خلق عهد اجتماعي جديد" هو ملائم بالفعل ويتمحور حول الحاجة الملحَّة لنماذج اقتصاديّة أكثر إدماجًا وإنصافًا.

تابع الأب الأقدس يقول أرغب بأن أشكركم بشكل خاص على ما تقومون به في سبيل تعزيز محوريّة وكرامة الشخص البشري داخل المؤسسات والنماذج الاقتصاديّة، لكي تلفتوا الانتباه إلى آفة الفقراء واللاجئين الذين غالبًا ما ينساهم المجتمع. وعندما نتجاهل صرخة العديد من إخوتنا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم، فنحن لا نحرمهم حقوقهم والقيم التي نالوها من الله وحسب وإنما نرفض حكمتهم أيضًا ونمنعهم من أن يقدّموا للعالم مواهبهم وتقاليدهم وثقافاتهم.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن عالمنا اليوم مطبوع بقلق كبير، وعدم المساواة بين الشعوب يستمرّ في النمو كما وهناك العديد من الجماعات التي تضربها بشكل مباشر الحروب والفقر أو الرحيل القسري للمهاجرين واللاجئين. إن الناس يريدون أن يُسمعوا صوتهم ويعبِّروا عن قلقهم ومخاوفهم، كما يريدون أن يقدّموا مساهمتهم للجماعات المحليّة وللمجتمع وأن يستفيدوا من الموارد والتطور الذين غالبًا ما يُحفظون لقليلين. وفيما يمكن لهذا الأمر أن يخلق نزاعات ويُظهر آلام عالمنا العديدة هو يسمح لنا أيضًا أن نفهم بأننا نعيش مرحلة رجاء؛ لأنّه وعندما نعترف بالشرّ الموجود بيننا يمكننا أن نسعى لشفائه بواسطة العلاج الصحيح. وبالتالي فحضوركم اليوم هنا هو علامة لهذا الرجاء لأنّه يُظهر أنكّم تعرفون المشاكل التي تواجهنا وضرورة التصرّف بحزم.

تابع البابا فرنسيس يقول لا يجب لهذا التجدّد الأساسي أن يكون متعلِّقًا باقتصاد السوق والأرقام التي يجب أن تتلاءم وتطوّر المواد الأوليّة وتحسين البنى التحتيّة، لا، لأنّ ما نتحدّث عنه هو الخير العام للبشريّة وحق كلّ شخص بالحصول على جزء من موارد هذا العالم والحصول على الفرص عينها لتحقيق إمكانياته. وبالتالي فالتحدي الكبير الذي نواجهه هو الإجابة على الظلم على صعيد عالميّ من خلال تعزيز حس مسؤوليّة  محلّي لا بل شخصيّ لكي لا يتمّ إقصاء أحد من المشاركة الاجتماعيّة. لذلك فالسؤال الذي ينبغي علينا أن نطرحه على أنفسنا هو كيف يمكننا أن يشجّع بشكل أفضل بعضنا البعض وجماعاتنا للإجابة على الآلام والاحتياجات التي نراها، سواء كانت بعيدة عنا أو فيما بيننا.

أضاف الأب الأقدس يقول أشجّعكم على متابعة العمل الذي بدأتم به في هذا المنتدى وأن تبحثوا دائمًا عن دروب أكثر إبداعًا لتحويل المؤسسات والهيكليات الاقتصاديّة كي تعرف أن تجيب على حاجات اليوم وتكون في خدمة الشخص البشري ولاسيما المهمّشين والمقصيين. أصلّي أيضًا كي تتمكنوا من تُشاركوا في جهودكم الأشخاص الذين تسعون لمساعدتهم، أعطوهم صوتًا وأصغوا إلى قصصهم وتعلّموا من خبراتهم وافهموا حاجاتهم.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أؤكِّد لكم صلاتي لكي تُثمر جهودكم والتزام الكنيسة الكاثوليكيّة في كونها صوت الذين لا صوت لهم، وأستمطر عليكم وعلى عائلاتكم وزملائكم فيض بركات الحكمة والقوة والسلام.               








All the contents on this site are copyrighted ©.