2016-11-26 14:40:00

البابا فرنسيس يلتقي شباب الخدمة المدنية الوطنية في إيطاليا


التقى قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان شباب الخدمة المدنية الوطنية في ذكرى مرور خمسة عشر عامًا على صدور القانون الذي أسس هذه الخدمة في إيطاليا، ووجه الأب الأقدس كلمة استهلها معبِّرًا عن سروره بلقائهم اليوم، وقال إنهم اختاروا تخصيص قسم من وقتهم وحياتهم لمشروع عمل تطوعي وتنمية اجتماعية، لافتًا إلى أن مجانية العمل التطوعي، وإن لفترة محددة، تشكل غنى ليس فقط للمجتمع والمستفيدين من عملهم، وإنما لهم أيضا ولنضوجهم الإنساني. وأضاف البابا فرنسيس أنهم قوة ثمينة وديناميكية للبلاد، وأشار إلى أن إسهامهم أساسي من أجل تحقيق خير المجتمع، مسلطا الضوء على الاهتمام بالفئات الأكثر ضعفًا. وأكد أن مشروع مجتمع تضامني يشكل هدف كل جماعة مدنية تريد أن تتّسم بالمساواة والأخوة. وأشار الأب الأقدس إلى أن ذلك لا يتحقق عندما يتم النظر بلامبالاة إلى تنامي اللامساواة بين مختلف الفئات الاجتماعية أو بين بلدان العالم، وعندما تتقلص المساعدة للفئات الأكثر ضعفًا، وحين يتم قبول منطق إعادة التسلح الخطير، ويتم تخصيص موارد كبيرة لشراء الأسلحة، أو حين يصبح الفقير تهديدًا، وبدل أن تُمدّ له اليد، يُقيّد في بؤسه.

توقف الأب الأقدس في كلمته إلى شباب الخدمة المدنية الوطنية في إيطاليا عند المشاريع المتعلقة بحماية البيئة مسلطا الضوء على الإيكولوجيا البشرية التي تتيح لنا ـ وكما قال ـ التعرف على العلاقة الوثيقة بين العناية بالبيئة والعناية بالإنسان، وعلى التبعات الخطيرة للتدهور البيئي على حياة الأشخاص لاسيما الأكثر فقرًا. كما تحدث عن مساعدة اللاجئين والمهاجرين الذين يسألون المساعدة والاندماج في النسيج الاجتماعي، مشيرًا إلى أن إيطاليا ملتزمة بهذا العمل. وإذ عبّر عن تقديره لكل ذلك، حث البابا فرنسيس على المضي قدمًا بشجاعة على صعيد الاستقبال الملموس وعلى صعيد الاندماج الحقيقي. وتوقف في كلمته عند المشاريع التربوية والإعانية للخدمة المدنية الوطنية، والتي من خلالها، وبأشكال متعددة، تتم مرافقة الأطفال والشباب والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، المهمشين والمحتاجين إلى مساعدة. وأشار البابا فرنسيس إلى الالتزام خلال هذه الأشهر بمساعدة السكان المتضررين من الزلزال، وعبّر مجددا عن قربه منهم.

وتابع الأب الأقدس كلمته إلى شباب الخدمة المدنية الوطنية متمنيًا أن يتبعوا الطريق التي تعطي ملء المعنى والفرح لحياتهم، لافتًا إلى أن هذه الطريق ليست نفسها للجميع، غير أن باستطاعة كل واحد إيجاد تلك الأكثر ملاءمة لشخصيته ومواهبه ووضعه. ورغم ذلك أشار البابا فرنسيس إلى وجود نقاط مشتركة بينها الخدمة، وأضاف أن درب الخدمة تسير بعكس التيار مقارنة بالنماذج المهيمنة، ولكن في الواقع يشعر كل واحد منا بأنه فرح فقط حين يكون مفيدًا للآخر. ودعاهم إلى السير على درب الخدمة هذه متخذين يسوع مثالهم. وفي ختام كلمته أشار البابا فرنسيس إلى أن مستوى حضارة شعب ما يُقاس بالفعل من خلال قدرته على احترام وتعزيز حقوق كل شخص، بدءًا بالأكثر ضعفًا.








All the contents on this site are copyrighted ©.