2016-11-14 14:35:00

افتتاح الدورة العادية الخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان


افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الاثنين في بكركي ـ الدورة العادية الخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان تحت عنوان "شؤون راعوية وإدارية"، ووجه كلمة رحّب فيها بجميع الحاضرين وقال: لا تنعقد هذه الدورة حول موضوع عامّ واحد، بل تتناول مواضيع متعدّدة، هي فضلاً عن تقرير الأمانة العامّة والهيئة التنفيذية، التالية: أوّلاً، إعداد اليوبيل الذهبي لمجلسنا (1967-2017) والنظر في تقرير اللجنة المكلّفة وخطّة عملها؛ ثانيًا، دراسة الورقة اللاهوتية حول "الشركة والحياة المجمعية لتعزيز العمل الراعوي المشترك" (إعداد لجنة اليوبيل)؛ ثالثًا، النظر في مسودّة الاقتراحات بشأن تطبيق التوجيهات الفاتيكانية حول التعدّيات الجنسية على القاصرين، وإقرارها (إعداد اللّجنة القانونيّة)؛ رابعًا، إقرار كلّ من النظام الأساسي والنظام الداخلي والنظام المالي لرابطة كاريتاس لبنان (إعداد اللجنة الأسقفية المكلّفة ومكتب كاريتاس)؛ خامسًا، انتخاب رؤساء ونوّاب رؤساء، للجان وهيئات تابعة للمجلس، وانتخابات في مكتب رابطة كاريتاس؛ سادسًا، الاطّلاع على توصيات اللِّجان والهيئات الواردة في تقاريرها وإقرارها."

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان "إنّنا نشكرُ الله الذي استجابَ صلاتنا وصلاة شعبنا، فصارَ الإتّفاق بين الكُتَل السياسيّة والنيابيّة، بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ، وتمّ انتخاب رئيس للبلاد بشخص العماد ميشال عون، وتكليف الشّيخ سعد الحريري برئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها بالاتفاق مع فخامة الرئيس (المادة 53/4 من الدستور). إنّنا نُهنّئ رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف والشعب اللبناني، ونتطلّع مع الجميع إلى تشكيل سريع لمجلس الوزراء بروح الميثاق والدستور، فيكون بوزرائه الكفوئين التكنوقراطيّين، الممثّلين لمختلف شرائح المجتمع اللبناني، جامعًا لا إلغائيًّا، وصورة عن نهج العهد الجديد، وعن الحكومات التي ستليه. فالمطلوب مجلس يحقّق المصالحة الوطنية الكاملة والشاملة، ويبدأ بوضع قانون جديد للانتخابات النيابية يؤمّن صحة وعدالة التمثيل، ويعطي قيمة لصوت الناخب بحيث يتمكّن من ممارسة حقّه في المساءلة والمحاسبة. مجلس ينكبّ، في الوقت عينه، على المضي بمواجهة التحديات الراهنة وأهمّها: النّهوض الإقتصادي بكلّ قطاعاته وتعزيز الإنماء والبيئة، تقليص الدَّين العام، إقرار الموازنة وسلسلة الرّتب والرّواتب العادلة والمنصفة للجميع، معالجة خطر النّازحين واللاجئين على المستوى الإقتصادي والأمني والسّياسي والثّقافي، ومستقبل الشباب اللبناني".

هذا وقال البطريرك الماروني في كلمته لمناسبة افتتاح الدورة العادية الخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان:" وفي كلّ حال، يبقى نظر شعبنا متّجهًا نحو الكنيسة، كعلامة رجاء وملاذ له في صعوباته. ومعلومٌ أنّ الكنيسة تعتبر الفقراء حصّتها بروح الإنجيل. فإنّ مؤسّسات الكنيسة، التربويّة والإستشفائيّة والإجتماعيّة والإنسانيّة، تواصل أداء خدمتها للجميع، وتقدّم المساعدة لمَن هم في حاجة، مع توفير فرص عمل متنوّعة. ولكن، بسبب ازدياد حالة الفقر عند شعبنا، مطلوب من مؤسّسات الكنيسة أن تزيد من قدراتها في خدمة المحبّة، بالإتّكال على عناية الله، الذي يعرفُ كيف يفيض عليها إمكانيّات الخير. وفي المناسبة، نعرب عن تقديرنا لنشاطات رابطة كاريتاس-لبنان، جهاز الكنيسة الاجتماعي، ومثيلاتها من المؤسّسات. ونشكر من خلالها كلّ المحسنين من مؤسسات وأفراد، أكانوا من لبنان أو من الخارج. ونجدّد دعمنا الكامل لها، ونشجّع على مساندتها ومدّ يد التبرّع لها. غير أنّنا لا ننفكّ نُطالب الدولة: بدعم مؤسّسات الكنيسة في تشريعاتها ومشاريع الإنماء، وبإيفاء ما عليها من مستحقّات للمدارس المجانيّة والمستشفيات ودور اليتامى والمسنّين والحالات الخاصّة. فلا يحقّ للدّولة إهمال واجبها تجاه مؤسّسات ترفع عن كاهلها عبئًا ثقيلاً، لا تستطيع الدّولة بأيّ شكلٍ من الأشكال أن تحمله. وفيما نُعرب عن تقديرنا وشكرنا للأشخاص والمؤسّسات الخاصّة لِما يقومون به من مبادرات لإيجاد فرص عمل، وتقديم مِنَح مدرسيّة وجامعيّة، ودعم مالي للمؤسّسات الكنسيّة على أنواعها، فإنّنا ندعو المجتمع الأهلي إلى مزيد من التّضامن في تضافر الجهود والقِوى. فالمجتمع اللبناني بحاجة إلى موآزرة الجميع، وفقًا لإمكانيات الأفراد والجماعات، لكي ينمو ويتوحّد، وبذلك نبني معًا وطننا ونعيد إليه بهاء ماضيه، وندعّم مقوّمات حضوره ودوره الحضاري في البيئة المشرقيّة، ونفعّل أهميّة موقعه على الضفّة الشرقية من المتوسّط".








All the contents on this site are copyrighted ©.