2016-10-31 14:29:00

مقابلة مع الكاردينال بارولين حول زيارة البابا فرنسيس إلى السويد


"لحظة تاريخيّة، وحجر زاوية في مسيرة المصالحة والسعي المشترك عن الوحدة" بين الكاثوليك واللوثريين "ثمرة حوار نما خلال هذه السنوات الخمسين الأخيرة انطلاقًا من توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني" بهذه الكلمات وصف أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين زيارة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى السويد لمناسبة إحياء الذكرى المئوية الخامسة لبداية الإصلاح اللوثري.

قال الكاردينال بييترو بارولين عام 1517 وفي مدينة ويتِّنبرغ عارض الراهب لوثر وبشكل علني بيع الغفرانات، وبالتالي وفي إطار تحولات كبيرة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي بدأ بمسيرة تغيير – حملت للأسف على انقسام وانفصال الكنائس في الغرب – رافقها الكفاح من أجل السلطة والعنف والحروب. ومنذ تلك المرحلة تمّ الاحتفال بذكرى الإصلاح بشكل جداليٍّ  وبروح معارضة أما اليوم فالأمر ليس كذلك! إذ ولأول مرّة يحتفل الكاثوليك واللوثريون بحضور الأب الأقدس بالذكرى المئوية الخامسة لبداية الإصلاح اللوثري. وبالتالي أعتقد أنه يمكننا التكلّم عن لحظة تاريخيّة، وحجر زاوية في مسيرة المصالحة والبحث المشترك عن الوحدة. إنها لحظة مهمّة وهي ثمرة الحوار الذي تمّ خلال هذه السنوات الخمسين الأخيرة انطلاقًا من توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني. حوار سعى على الدوام لتخطّي الصعوبات وخلق الثقة بين الأطراف متيقّنين – بحسب ما قاله القديس يوحنا الثالث والعشرين – أن ما يجمعنا هو أكثر مما يفصلنا. وبالتالي نشكر الرب أننا وصلنا إلى هذه اللحظة ثمرة مسيرة نقوم بها منذ زمن طويل، ونطلب منه أن يساعدنا أيضًا من خلال لحظة إحياء هذه الذكرى المشتركة لكي نتابع في مسيرتنا في الحوار والبحث عن وحدة الكنيسة.

تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان يقول بعد الصلاة المسكونية سيكون هناك لقاء عيد وشهادات موجّه بشكل خاص للشباب، وسيتمّ خلاله التوقيع على اتفاقية بين المؤسسات الإعانية التابعة للاتحاد اللوثري العالمي وهيئة كاريتاس الدوليّة، كتأكيد على أنه ينبغي على هذه المصالحة أن تكون في سبيل الشهادة المشتركة إزاء العالم وإزاء العديد من الأشخاص الذين يتألمون في العالم لأسباب عديدة، وبالتالي فالشباب هم المدعوون الأوائل لهذا التحدّي لأنهم مستقبل الكنيسة ورجاءها.

أضاف الكاردينال بييترو بارولين متحدثًا عن الشهادة المشتركة التي يمكن للكاثوليك واللوثريين أن يقدّموها في إطار الفردانيّة والماديّة الذي يعيشه السويد وقال يكفي أن نتذكر كلمات يسوع: سيؤمنون بقدر ما ستقدمون شهادة مشتركة. لاشك أن هذه هي مخاطر مجتمعنا المعولم: الانغلاق على أنفسنا بدون الانفتاح على الآخرين، وفي هذا السياق يمكننا أن نذكّر بتشديد الأب الأقدس على ثقافة اللقاء، وبالتالي أعتقد أن إحياء هذه الذكرى معًا يريد أن يسلِّط الضوء على هذا البعد أيضًا لأنه يتحدث عن الانتقال من النزاعات إلى الشركة ويقول من ثمَّ متحدين في الرجاء. والشركة تعني تخطّي الفردانيّة والانغلاق والانطواء على ذواتنا والذي هو مبدأ العديد من النزاعات. وهذا ما ينبغي على المسيحيين أن يفعلوه لاسيما من خلال مثال الشركة الذي يقدمونه.

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان يقول أعتقد أن حضور البابا يشكل دافعًا للجماعة الكاثوليكيّة لتتابع في هذه المسيرة عن البحث عن الوحدة وفي هذه المسيرة المسكونيّة. فاليوم لا يمكننا العدول عن الخيار المسكوني بالرغم من أننا قد عرفنا الكثير من الصعوبات وإنما ينبغي علينا أن نسير قدمًا بشجاعة. وبهذا الإطار يمكن للجماعة الكاثوليكية في السويد أن تعمل مع الجماعة اللوثريّة من أجل الشهادة المسيحيّة. وفي هذا الصدد أريد أن أذكّر بإعلان حول هذا الموضوع ويقول: "معًا كاثوليك ولوثرييون سيقتربون أكثر من ربّهم ومخلّصهم يسوع المسيح. إن الحفاظ على الحوار يستحق العناء، ومن الممكن أن نترك الخلافات وراءنا، لأنّ التاريخ الأليم لا يستثني إمكانيّة مستقبل غنيّ بالوعود. من الممكن أن ننتقل من النزاعات إلى الشركة ونسير هذه المسيرة معًا مفعمين بالرجاء"؛ إنها كلمات جميلة لاسيما وأنها تعد بمستقبل غنيٍّ بالوعود. نتمنّى أن تفتحنا هذه الذكرى على مستقبل الله الذي هو على الدوام مستقبل غنيٌّ بالوعود.   








All the contents on this site are copyrighted ©.