2016-10-29 12:30:00

مجلة "سينيوم" اليسوعية السويدية تجري مقابلة مع البابا عشية زيارته الرسولية إلى مالمو ولوند


قبل أيام معدودة على الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى السويد في الحادي والثلاثين من تشرين الأول أكتوبر الجاري، لإحياء الذكرى المئوية الخمسين لبداية الإصلاح اللوثري بالتعاون مع الاتحاد العالمي اللوثري، أجرى مدير مجلة سينيوم اليسوعية السويدية الكاهن أولف جونسون مقابلة مع البابا فرنسيس الذي تحدث عن أهمية هذه الزيارة مؤكدا أن المرء لا يسعه أن يكون كاثوليكيا ويعمل في سبيل الانقسام، كما تحدث البابا عن مسائل أخرى من بينها علاقات الصداقة التي تربطه ببعض المؤمنين اللوثريين مسطرا في الآن معا ضرورة مواصلة المسيرة المشتركة.

في سياق حديثه عن هذه الزيارة الرسولية السابعة عشرة خارج الأراضي الإيطالية قال البابا فرنسيس إن هذه الزيارة تشكل خطوة تقارب وصداقة لافتا إلى أنه يريد أن يقترب أكثر من الأخوة والأخوات في السويد. وأكد البابا أن البعد يولّد مرض الانقسام داعيا الجميع إلى العمل على ملاقاة الآخر. ولم تخلُ كلمة البابا فرنسيس من الإشارة إلى الزيارة التي قامت بها إلى الفاتيكان في العام 2015 رئيسة أساقفة الكنيسة اللوثرية في السويد أنتيجي جيكيلين والتي تركت تأثيرا كبيرا لديه.

واعتبر البابا أن كنيسة روما يمكنها أن تتعلم الإصلاح من التقليد اللوثري مشيرا إلى أن مارتن لوثير شاء أن يقوم بإصلاح الكنيسة خلال فترة صعبة كانت تجتازها لخمسة قرون خلت، وأضاف أنه عوضا عن إصلاح الكنيسة تحولت هذه الحركة في طبيعة الحال إلى انفصال عن الكنيسة الكاثوليكية. هذا ثم أكد البابا أن لوثر خطا خطوات كبيرة إلى الأمام إذ وضع كلمة الله بمتناول عامة الشعب.

بعدها شدد البابا على ضرورة متابعة الحوار اللاهوتي بين الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية فيما ذكّرت مجلة "سينيوم" اليسوعية قراءها بأن البابا فرنسيس سيكون ثاني بابا يزور السويد بعد الزيارة التي قام بها إلى هذا البلد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في العام 1989 ومنذ ذلك التاريخ شهد الحوار بين الكنيستين دفعا قويا على الرغم من بقاء الكثير من العراقيل. وفي سياق حديثه عن هذا الموضوع لفت فرنسيس إلى أبرز الانجازات التي تحققت على صعيد الحوار المسكوني هذا مشيرا بنوع خاص إلى الوثيقة المشتركة حول عقيدة التبرير، وأكد أيضا أن ثمة حوارا من نوع آخر، يتمثل في القيام بمبادرات رحمة مشتركة شأن خدمة الفقراء والمرضى والمحتاجين.   

وفي رد على سؤال بشأن ممارسة الإرهاب باسم الدين قال البابا فرنسيس إن هذه الممارسات تشكل تجديفا على الله، كما أنها ممارسات شيطانية، معتبرا أن تخطي أعمال العنف يتطلب توبة عميقة تنبع من قلب الإنسان. في حديثه للمجلة اليسوعية السويدية، أشار البابا إلى الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط واصفا تلك المنطقة بأرض الشهداء ومعتبرا أن دماء الشهداء هي في الواقع بذور المسيحيين دون أن يغفل عن ذكر سورية المعذبة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.