2016-10-24 14:21:00

البابا فرنسيس: ليعلِّمنا الرب أن نسلك في شريعته بالصلاح والوداعة والتواضع


"هناك على الدوام شيء آخر يختبئ خلف القساوة: حياة مزدوجة، لأنّ المتشدّدين ليسوا أبدًا أحرارًا وهم عبيد للشريعة أما الله فيعطي الحريّة والوداعة والصلاح" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الأب الأقدس يخبرنا الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا عن شفاء يسوع لامرأة في يوم السبت الذي ولّد استياء رئيس المجمع، لأنّ من خلال هذا الشفاء تمّت مخالفة شريعة الرب، وأضاف ليس من السهل أن نسلك في شريعة الرب إنها نعمة ينبغي علينا أن نطلبها. تابع البابا يقول أجاب الرب رئيس المجمع واصفًا إياه بالمرائي وهي كلمة يستعملها يسوع عادة عندما يتوجّه لهؤلاء المتشدّدين الذين يتمسكون بالتطبيق الحرفي للشريعة والذين لا يملكون حريّة أبناء الله، هؤلاء هم عبيد للشريعة فيما أن الشريعة قد أُعطيت لتحررنا وتجعلنا أبناء. أمّا خلف القساوة يختبئ على الدوام شيء ما ولذلك يدعوهم يسوع قائلاً: "أيها المراؤون".

تابع البابا فرنسيس يقول خلف القساوة يختبئ شيء آخر في حياة الأشخاص. القساوة ليست عطية من الله، أما الوداعة والصلاح والمحبة والمغفرة فبلا. خلف القساوة يختبئ دائمًا شيء آخر، وفي العديد من الحالات يكون حياة مزدوجة وأحيانًا أيضًا يكون نوع من المرض. كم يتألّم هؤلاء الأشخاص المتشدّدين عندما يكونون صادقين مع أنفسهم ويتنبّهون لهذه الأمور، يتألمون لأنهم لا يمكنهم أن يتحلّوا بحريّة أبناء الله ولا يعرفون كيف يسلكون في شريعة الرب ولا يعرفون الفرح أيضًا. هم يتألمون كثيرًا. يبدون صالحين لأنهم يسيرون بحسب الشريعة ولكن خلف هذه الصورة هناك ما لا يجعلهم صالحين: إما يكونون أشرارًا أو مرائين أو حتى مرضى.

بعدها ذكّر الأب الأقدس بمثل الابن الضال الذي نرى فيه الابن الأكبر الذي تصرّف دائمًا بشكل جيد يغضب على أبيه لأنه استقبل بفرح الابن الأصغر الضال الذي عاد إلى البيت نادمًا. هذا الموقف، تابع الحبر الأعظم يقول، يُظهر لنا أنه خلف هذا الصلاح يختبئ نوع من الكبرياء والغرور الناتج عن الاعتقاد بأنه بار. خلف صنع الخير هذا يختبئ الكبرياء والغرور. لقد كان الابن الأصغر يعرف أنّه لديه أب وفي اللحظات الأكثر ظلامًا في حياته ذهب إلى ذلك الأب، أما الابن الأكبر فكان يعتبر أباه كسيّده ولم يشعر أبدًا بأنه والده. لقد كان قاسيًا ومتشدِّدًا: كان يسير بحسب الشريعة وبقساوة، أما الآخر فقد ترك الشريعة لا بل سار بعكسها ولكن في مرحلة معيّنة تذكّر أباه وعاد إليه، وبالتالي نال المغفرة. ليس من السهل دائمًا أن نسلك في شريعة الرب بدون أن نسقط في القساوة والتشدّد.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لنرفع صلاتنا إلى الرب ولنصلِّ من أجل إخوتنا وأخواتنا الذي يعتقدون أن السلوك في شريعة الرب هو أن يصبحوا متشدّدين. ليجعلهم الرب يشعرون بأنه أب ويحب الرحمة والحنان والصلاح والوداعة والتواضع، وليعلِّمنا جميعًا أن نسلك في شريعته بهذه المواقف!  








All the contents on this site are copyrighted ©.