2016-10-19 12:09:00

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة بشأن إلغاء الفقر


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة يوم أمس الثلاثاء أمام المشاركين في أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إلغاء الفقر. استهل سيادته المداخلة معربا عن تقديره للتقرير الذي صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والذي يقدم صورة عن أهم الانجازات المحققة على صعيد احتواء ظاهرة الفقر في العالم، مع أن التقرير يسلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة التي تعيشها شرائح كبيرة من العائلة البشرية لكونها تعاني من التهميش.

بعدها أشار المسؤول الفاتيكاني إلى الرسالة العامة للبابا الراحل بولس السادس بعنوان "ترقي الشعوب" الصادرة في العام 1967، والتي تحدث فيها البابا مونتيني عن الحاجة إلى مقاربة جديدة للتنمية البشرية المتكاملة والتي تبنتها في مرحلة لاحقة العديد من المنظمات والوكالات الدولية. لذا من الأهمية بمكان ألا يُنظر إلى القضايا المتعلقة بالنمو البشري على أنها مسائل اقتصادية بحتة إذ لا بد من الاستثمار في مختلف النواحي المتعلقة برأس المال البشري والاجتماعي. 

وأضاف رئيس الأساقفة أوزا أنه يتعين أيضا في هذا الإطار التطرق إلى مسألة انعدام المساواة وعلاقتها بالفقر خصوصا وأن الخبرات السابقة تعلمنا أن تعزيز المساواة، لاسيما في مجال التحصيل العلمي والحصول على الخدمات الصحية، أمر يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المنشود. هذا ثم شدد مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة على ضرورة أن يتمكن الفقراء من المشاركة في عملية النمو، لأن المشاركة هي ترياق للإقصاء، أكان على الصعيد الاقتصادي، الاجتماعي أم السياسي. وذكّر سيادته بالخطاب الشهير الذي ألقاه البابا فرنسيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي عندما شدد على ضرورة مساعدة الرجال والنساء على الخروج من حالة الفقر المدقع من خلال السماح لهم بتقرير مصيرهم.

وتطرق سيادته في مداخلته إلى عائق آخر يقف في وجه عملية استئصال الفقر ألا وهو منع المرأة من المشاركة في تنمية الجماعة مشيرا إلى أن النساء والفتيات يصبحن ضحية للعنف والتمييز وتُنتهك حقوقهن الأساسية عندما لا يحصلن على فرص التربية والتعليم. وفي الختام تحدث مراقب الكرسي الرسولي عن أهمية العمل والحماية الاجتماعية، مذكرا بأنه خلال العام المقبل سينتهي العقد الثاني للأمم المتحدة من أجل استئصال الفقر، لذا لا بد من التفكير في الجهود التي بذلت في الماضي من أجل استئصال الفقر بغية تحسين المقاربة لمسألة مكافحة الفقر في مجتمعاتنا المعاصرة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.