2016-10-08 15:30:00

البابا يوجه رسالة فيديو إلى المشاركين في اللقاء الوطني لجمعية "الأيادي المفتوحة" الأرجنتينية


وجه البابا فرنسيس بعد ظهر السبت رسالة فيديو إلى المشاركين في اللقاء الوطني لجمعية "الأيادي المفتوحة" الأرجنتينية المنعقد حول موضوع "الرحمة. رحلة من القلب إلى اليدين". توقف البابا في رسالته عند مثل السامري الصالح في الإنجيل الذي يُخبرنا أن هذا الرجل شعر بالرأفة حيال الشخص المطروح على جانب الطريق. إن الرأفة التي عمّت قلبه حملته على القيام بعمل استخدم فيه اليدين. وثمة مقطع آخر من الإنجيل يُحدثنا عن المسيح الذي اقترب من مدينة "نائين" وشاهد جنازة شاب، ابن وحيد لأمه الأرملة، فاقترب من المرأة وطلب منها ألا تبكي، فشعر بالرأفة ولمس الشاب وطلب منه أن ينهض. هذه هي الرحلة من القلب إلى اليدين. يسوع يطلب منا أن نتصرف لكن انطلاقا من القلب.

ولفت البابا إلى أن الرب يسوع عاين بؤس المرأة الأرملة، كما شاهد السامري الصالح بؤس هذا الرجل الذي تعرض للضرب على يد اللصوص، مؤكدا أن الرحمة الحقيقية هي التي تنبع من القلب، هذا القلب المجروح بسبب بؤس الشخص الآخر، بسبب وضع مؤلم يعيشه الآخر. وأشار البابا في هذا السياق إلى أن المشاعر الطيبة تختلف عن الشعور بالرحمة التي هي "رحلة الذهاب" من البؤس إلى القلب وهي تحرك القلب وتجرحه.

هذا ثم شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن نطلب من الله نعمة التمتع بالرحمة، لأن الرحمة نعمة لا بد أن نطلبها من الرب وذلك من خلال الإقرار بخطايانا وإدراك أن الرب يغفر لنا هذه الذنوب. لأنه كي نكون رحماء ينبغي أن نشعر بأن الرب مارس الرحمة تجاهنا. هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن "رحلة الإياب"، فبعد أن تتم هذه الرحلة من البؤس إلى القلب تتم الرحلة بالاتجاه المعاكس، أي من القلب إلى اليدين لأن الرحمة هي في الواقع هذه الرحلة من القلب إلى اليدين. كما لا بد أن يفتح المرء قلبه ويديه. ينبغي أن نترك البؤس يجرح قلبنا، ثم ننال الرحمة فتبدأ عندئذ رحلة الإياب ونتمكن من خلال عمل الأيدي أن نبث الرحمة والمحبة وسط الآخرين.

في ختام رسالة الفيديو إلى المشاركين في اللقاء الوطني لجمعية "الأيادي المفتوحة" الأرجنتينية سأل البابا الله أن يبارك الجميع متمنيا أن يأتي هذا الاجتماع بالثمار المرجوة وسأل الكل أن يصلوا من أجله. 








All the contents on this site are copyrighted ©.