2016-10-01 17:32:00

البابا فرنسيس يلتقي الكهنة والرهبان والراهبات في تيبليزي


أول موعد في عصر السبت في تيبليزي كان للأب الأقدس مع الكهنة والرهبان والراهبات في كاتدرائيّة الانتقال في تيبليزي وبعد أن ألقى المدبر الرسولي المطران جوزيبيه باسوتو كلمة تحدث فيها عن خبرة الأقليّة الكاثوليكيّة في البلاد كتحدٍّ وفرصة، تلتها شهادات حياة لشاب وأم وإكليريكي وكاهن.

بعدها ألقى الأب الأقدس كلمة عفوية قال فيها نجد اليوم عدوًّا للزواج وهو نظريّة الجندر. هناك حرب عالميّة ضدّ الزواج... ولكنها ليست حرب أسلحة وإنما حرب أفكار، إنه "استعمار إيديولوجي" مُدمّر ولذلك ينبغي علينا أن ندافع عن أنفسنا منه. إن الزواج هو أجمل ما خلقه الله، والكتاب المقدّس يخبرنا أن الله قد خلق على صورته ومثاله الرجل والمرأة اللذان يصبحان واحدًا في الزواج. هناك مشاكل في الزواج وعدم تفهّم وغالبًا ما يصار إلى حل هذه المشاكل بواسطة الطلاق. ولكن من يدفع تكاليف الطلاق، يدفع هذان الشخصان صحيح ولكن الله يدفع أكثر، لأن الطلاق يشوِّه صورة الله، وثمن الطلاق يدفعه الأبناء أيضًا. أنتم لا تعلمون كم يتألّم الأبناء عندما يرون أهلهم يتشاجرون وينفصلون. ينبغي عليكم أن تقوموا بما في وسعكم لإنقاذ الزواج. من الطبيعي أن توجد خلافات في الزواج، إنه أمر طبيعي وقد يحصل، ولكن الحب الحقيقي يصالح فورًا. لذلك أنصح الأزواج جميعًا إن تشاجرتم فليكن ولكن لا تنهوا نهاركم بدون أن تتصالحوا. كم من الزيجات يمكن إنقاذها إن تحلى الأزواج بالشجاعة لطلب المغفرة فيعود السلام.

أضاف البابا فرنسيس يقول كيف يمكننا أن نساعد الأزواج؟ يمكننا أن نساعدهم من خلال القبول والقرب والمرافقة والتمييز والإدماج في جسم الكنيسة. إذًا قبول ومرافقة وتمييز وإدماج وفي الجماعات الكاثوليكيّة ينبغي علينا أن نساعد على إنقاذ الزيجات. من ثمّ ذكر الأب الأقدس بالكلمات الذهبية في الزواج: عفوا، عذرًا، شكرًا، وقال عندما يفعل الآخر شيئًا لنا هل نعرف كيف نشكره؟ وإن تصرّف أحدكما بشكل سيء مع الآخر فهل تعرفون كيف تعتذرون؟ وإن أردتم أن تحققوا مشروعًا ما فهل تعرفون كيف تطلبون رأي الآخر؟ إنها ثلاث كلمات: عفوا، عذرًا، شكرًا.

بعدها تحدث الأب الأقدس عن الإيمان وذكّر بحدث لقائه بامرأة مسنة خلال زيارته إلى أرمينيا وقد جاءت من جورجيا وتحمّلت سفر ثماني ساعات في الباص لتلتقي بالأب الأقدس وقال إن الشهادة التي أعطتها هذه المرأة هي علامة عن الثبات في الإيمان، فهي تؤمن بأن يسوع المسيح ابن الله قد ترك بطرس خليفته على الأرض ولذلك جاءت لتلتقي ببطرس، وبالتالي فالثبات في الإيمان هو القدرة على نوال الإيمان من الآخرين والحفاظ عليه لننقله بدورنا إلى آخرين. وأن نكون ثابتين في الإيمان يعني أيضًا أن نحافظ على ذكرى الماضي حاضرة في قلوبنا ونتحلى بالشجاعة لنحلم ونبني مستقبلاً منيرًا. الثبات في الإيمان يعني ألا ننسى ما تعلّمناه، لا بل أن ننميه بنقله لأبنائنا ولذلك في كراكوفيا سلّمتُ هذه الرسالة الخاصة للشباب بأن يتحدّثوا مع الأجداد والمسنين، لأنهم قد نقلوا الإيمان إلينا. وأنتم الذين تعملون مع الشباب عليكم أن تعلّموهم أن يصغوا إلى المسنين ويتحدثوا معهم لينالوا مياه الإيمان العذبة ويعملوا بها في الحاضر وينمّوها وينقلوها لأبنائهم. إن النبتة بدون جذور لا تنمو وهكذا الإيمان أيضًا بدون جذور الأم والجدّة لا ينمو!

ثمّ تحدث الحبر الأعظم عن اللحظات المظلمة في الحياة وقال حتى نحن المكرسين نختبر هذه اللحظات المظلمة، عندما لا تسير أمورنا قدمًا أو عندما نواجه صعوبات في الجماعة أو الأبرشيّة... في هذه اللحظات يجب علينا أن نتوقّف لنتذكّر الماضي ونعود إلى تلك اللحظة التي لمسنا فيها الروح القدس. إن المثابرة في مسيرتنا ودعوتنا تجد جذورها في ذكرى لمسة الرب الذي دعانا إليه. وهذه هي نصيحتي لكم جميعًا أيها المكرسون: عندما تواجهون الصعوبات عودوا بذاكرتكم إلى تلك اللحظة، فيبقى هكذا إيمانكم ثابتًا ودعوتكم ثابتة بالرغم من ضعفكم وخطاياكم... جميعنا خطأة وبحاجة للاعتراف والمغفرة ولكن رحمة يسوع ومحبته هما أكبر من خطايانا.

بعدها تحدث البابا فرنسيس عن كنيسة منفتحة لا تنغلق على ذاتها، كنيسة للجميع كنيسة أم، وقال إن يسوع قد أراد أن يكون هناك امرأتين في حياتنا جميعًا: أمه وعروسته، والاثنتان تشبهاننا. مريم، أم يسوع وقد تركها لنا أمًا والكنيسة، عروسة يسوع وهي أيضًا أمنا؛ مع هاتين الأُمَّين: مريم والكنيسة يمكننا أن نسير قدمًا. يبدو لنا أن الرب يفضل بأن تحمل النساء الإيمان قدمًا: فمريم أمُّ الله والكنيسة عروسة الله المقدّسة قد اعطيتانا الإيمان وهما أيضًا تدافعان عنه. لقد كان رهبانكم القُدامي يقولون: "عند الضيقات والمشاكل الروحيّة ينبغي علينا أن نلتجئ تحت ذيل حماية أم الله القديسة"، ومريم هي مثال الكنيسة.

هذا وتوقّف الأب الأقدس عند مسالة المسكونيّة وقال لا ينبغي علينا أن نتشاجر أبدًا ولنترك دراسة الأمور اللاهوتية المجرّدة للاهوتيين... أما أنا ماذا ينبغي علي أن أفعل مع صديقي أو جاري الأرثوذكسي؟ علي أن أكون صديقًا منفتحًا ولا أحاول أن أجعله يرتدّ إلى الكاثوليكيّة لأن الاقتناص هو أكبر خطيئة في مسيرة المسكونيّة. لأسباب تاريخيّة وصلنا إلى هذه الأوضاع أما الآن فعلينا أن نكون أصدقاء ونسير معًا ونصلي من أجل بعضنا البعض، لأن المسكونية هي الصلاة معًا وتجسيدها معًا من خلال أعمال المحبّة.

وختم البابا فرنسيس كلمته طالبًا من الجميع محاربة روح العالم وقال إن يسوع قد حدثنا كثيرًا ضدّ روح العالم وفي صلاته في العشاء الأخير طلب من الآب أن يحفظنا من العالم ومن روح العالم. لنطلب معًا إذًا هذه النعمة ليحررنا الرب من روح العالم، ويجعلنا رجال ونساء كنيسة ثابتين في الإيمان الذي نلناه من أمهاتنا وجدّاتنا وثابتين في الإيمان الأكيد تحت ذيل حماية العذراء أم الله القديسة.            








All the contents on this site are copyrighted ©.