2016-09-09 15:36:00

الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط


صدر البيان الختامي للجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط وقد عُقدت في عمّان من السادس وحتى الثامن من أيلول سبتمبر، تحت شعار "احمدوا الرب لأنه صالحٌ، إلى الأبد رحمته" (مزمور 136، 1). وجاء في نص البيان الختامي "أن انعقاد الجمعية العامة يأتي في وقت تشهد المنطقة تحوّلات ديموغرافية خطيرة ومصيرية تجلّت بتصاعد موجات الصراع والعنف والتطرّف والظلامية والإرهاب والتطهير العرقي والديني والتهجير بطرق الغائية ودموية، مما يهدّد كيان الدول وسلامة المجتمعات ونسيجها البشري المتنوع وحياة أبنائها"، وأشار البيان إلى أن "الجمعية العامة تنظر بتقدير وتفاؤل إلى المبادرات الريادية العديدة الصادرة عن مؤسسات ومرجعيات إسلامية في المنطقة والتي ركّزت على رفض التطرّف والعنف وأكدت على احترام التنوّع والاختلاف وأقرّت بدور المكوّن المسيحي الأساسي وأصالته في الحضارة العربية والمنطقة بأسرها وطالبت بالمحافظة عليه. وتأمل الجمعية العامة أن تُترجَم هذه المواقف بخطوات عملية، لاسيّما من خلال الكتب والمناهج التربوية، بهدف الانتقال إلى آفاق جديدة من الشراكة والتعاون". وأشار البيان الختامي أيضًا إلى أن الجمعية العامّة اقترحت "تكليف اللجنة التنفيذية الجديدة بتشكيل وفد لزيارة مرجعيات دينية مسيحية وإسلامية وعواصم القرار من أجل شرح وضع مسيحيي الشرق، ومحاولة إيجاد حلول مستدامة".

مما جاء في البيان الختامي أن الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط "طالبت أصحاب القرار محليًا وإقليميًا ودوليًا:التدخّل لوقف الحرب، والامتناع عن إمداد المجموعات الإرهابية بالسلاح، وتأمين حلّ سلمي للأزمة في سوريا يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحرّ بين مختلف مكوّناتها الحضارية والدينية ضمن دولة مدنية، تأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجَّرين إلى بيوتهم آمنين، وخاصةً مسيحيي الموصل وسهل نينوى في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكّانها الأصليون؛ انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقصى سرعة، ليعود إلى المؤسّسات الدستورية انتظامُها، لما فيه استقرار هذا البلد – الرسالة وازدهاره؛ شجب أعمال الإبادة والتطهير العرقي والديني والاقتلاع من الجذور التي تعرّض ولا يزال يتعرّض لها المسيحيون مع سواهم من المكوّنات في الشرق؛ تحمُّل الدول العربية والأسرة الدولية مسؤولياتها في مساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الدعم المطلوب لهم داخل أوطانهم وفي الدول المضيفة، على غرار ما تقوم به الكنائس والمؤسّسات الكنسية، وكذلك السعي لتأمين عودتهم إلى ديارهم بالسرعة الممكنة، على أن ينعموا بحياة كريمة وآمنة بالمساواة مع جميع إخوتهم في الوطن؛ التأكيد على دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقّه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم بحسب مقرّرات الأمم المتّحدة؛ إنهاء الوضع الشاذّ في جزيرة قبرص، وتحقيق وحدة أراضيها، وحماية حقوق جميع مواطنيها؛ مناشدة المرجعيات الدولية تكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، لاسيّما مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنّا ابراهيم، بعد أن مضى على اختطافهم نيّف وثلاث سنوات، وكذلك الكهنة والمدنيين، والصلاة إلى الله كي يعودوا سالمين بأقرب وقت".

هذا وأعرب البيان الختامي عن تقدير الجمعية العامة دور المملكة الأردنية الهاشمية وجهودها التاريخية في الوصاية الهاشمية على المقدّسات المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدّسة، وبخاصة في القدس، وشكرت الجمعية العامة في الوقت عينه المسؤولين في المملكة لاهتمامهم المميّز في استضافة هذه الجمعية، كما وثمّنت الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط القانون الذي أقرّه البرلمان المصري في تنظيم بناء وترميم الكنائس، وأعربت أيضًا عن شكرها وامتنانها لمشاركة بعض الكنائس من خارج المنطقة والمنظّمات المسيحية العالمية آمال المجلس وهواجسه، دعمًا لحضوره ورسالته ولاستمرار الشهادة المسيحية في الشرق، كما توجهت الجمعية العامة بالتهنئة إلى جميع المسلمين بمناسبة حلول عيد الأضحى. وختم البيان "تقف الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط متضامنة مع شعوب المنطقة، وسائلةً الرحمة الإلهية لضحايا العنف فيها، والعزاء للمتألّمين، والعزم والشجاعة والتوفيق لكلّ الساعين إلى تحقيق العدل والسلام. وتبقى كلمة الرب: لا تخافوا... "ثقوا إني قد غلبتُ العالم" (يوحنا 13: 33) مصدرَ ثقة ورجاء وثبات، لنتمسّك بإيماننا وشهادتنا لإنجيل المحبة والسلام، ونحافظ على إرث آبائنا وأجدادنا في أرضنا المشرقية المقدّسة".








All the contents on this site are copyrighted ©.