2016-08-23 12:38:00

مقابلة مع أسقف أبرشية فاساي الهندي بشأن الاحتفال بأحد العدالة


تم الاحتفال يوم الأحد الفائت في الهند بما يُعرف بـ"أحد العدالة" وهي مبادرة تنظمها الكنيسة الكاثوليكية المحلية سنويا منذ ثلاثة وثلاثين عاما في الأحد التالي للخامس عشر من آب أغسطس وهو عيد استقلال الهند. يرمي هذا اليوم الذي أطلقه مجلس الأساقفة المحلي في العام 1983 إلى تحسيس الأشخاص والمؤسسات الوطنية على مسؤوليتاهم تجاه المجتمع بغية الاستجابة بشكل أفضل إلى متطلبات العدالة. للمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع أسقف أبرشية فاساي الهندية المطران فيليكس ماشادو الذي سلط الضوء على الحاجة الملحة إلى العدالة في مجتمعاتنا المعاصرة، وهذا الموضوع يكتسب أهمية كبرى في الهند خصوصا نظرا إلى انقسام المجتمع إلى طبقات اجتماعية.

وأشار سيادته أيضا إلى أن هذا الاحتفال يكتسب أهمية كبرى هذا العام لأنه يُحتفل به في إطار سنة الرحمة التي شاءها البابا فرنسيس ولهذا السبب بالذات تم اختيار موضوع "عدالة ورحمة" لهذا اليوم الوطني. واعتبر الأسقف الهندي أن الكنيسة المحلية لا يسعها أن تقف موقف المتفرج إزاء أوضاع الظلم التي تعاني منها شرائح المجتمع الهندي خصوصا وأن الظلم غالبا ما يولّد العنف من قبل من يُظلمون وهذا الأمر يؤدي في نهاية المطاف إلى الدخول في حلقة مفرغة من العنف والحقد والانتقام. ومن هذا المنطلق شدد سيادته على ضرورة تلبية النداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس داعيا إلى معالجة العنف بدواء الرحمة.

وفي رد على سؤال بشأن الاضطهاد والظلم اللذين يعاني منهما المسيحيون في الهند، أكد أسقف أبرشية فاساي أن المسيحيين متمسكون بتعاليم يسوع، لافتا في هذا السياق إلى ضرورة إعلان الإنجيل في الهند من خلال أعمال الرحمة ومؤكدا أن المسيحيين وعندما تعرضوا للاعتداءات لم يردوا قط على هذا الظلم بالعنف بل تفاعلوا مع معاناتهم من خلال القيام بأعمال الرحمة والغفران حتى عندما يصل الاضطهاد إلى حد القتل. ولفت المطران ماشادو إلى أن دوامة العنف والحقد يمكن كسرها فقط من خلال أعمال الرحمة والغفران. 

هذا وغالبا ما تطالب الأقليات المسيحية في الهند السلطات بتوفير الحماية لها خصوصا بعد تعرضها لاعتداءات من قبل المتشددين الهندوس وقد جاء النداء الأخير خلال الاحتفال بأسبوع الآلام وعيد الفصح هذا العام وأتى النداء على لسان سجعان جورج، رئيس مجلس المسيحيين الهنود في رسالة بعث بها إلى اللجنة الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، وتزامنت مع موجة جديدة من الهجمات نفذها متطرفون هندوس ضد الأقليات المسيحية في عدد من المناطق الهندية.

وأكد المسؤول المسيحي الهندي أن أعمال العنف المتواصلة تشكل انتهاكا للضمانات التي يقدمها دستور البلاد، لافتا إلى أن هؤلاء المتطرفين يعتدون بالضرب على مواطنين أبرياء ينتمون إلى الأقليات المسيحية وتساءل عما إذا كانت الصلاة جرما يعاقب عليه مرتكبه. وذكّر سجعان جورج بأن الدستور ينص على حرية العبادة مشيرا إلى أن السلطات الهندية رفضت منح تأشيرة الدخول لعضو في اللجنة الأمريكية للحريات الدينية شاء زيارة الهند للاطلاع على أوضاع الحرية الدينية في البلاد.  








All the contents on this site are copyrighted ©.