2016-08-18 15:01:00

رسالة أسقفي مالطا وغوزو حول حماية الحياة


بمناسبة عيد انتقال العذراء مريم إلى السماء بالنفس والجسد وجّه المطران شارل سكيكلونا أسقف مالطا والمطران ماريو غريخ أسقف غوزو رسالة راعويّة تمحورت حول حماية الحياة في جميع مراحلها وتوقّف فيها الأسقفان عند الاعتداءات الإرهابيّة التي حصلت في فرنسا وألمانيا والعراق والتي سببت بمقتل العديد من الأشخاص من بينهم الأب جاك هاميل؛ وأكّدا أن هذه الأعمال الوحشيّة ضدّ الحياة قد شكّلت صدمة كبيرة للجميع.

وتتابع الرسالة أن الحق بالحياة مُهدّد اليوم أيضًا بأساليب أقل وحشيّة كثقافة الاستهلاك التي من خلالها يتم إقصاء الكائنات البشريّة إذ تُعطى الأولويّة للمال وليس للأشخاص. وهذه الثقافة، تابع الأسقفان مذكّرَين بتعاليم البابا فرنسيس، تقتل الأطفال الذين لم يولدوا وتترك المسنّين وتهمش الأشخاص ذوي الإعاقة وتقيّم الأشخاص على أساس قدراتهم الاقتصاديّة والاستهلاكيّة وهي ظالمة تجاه الفقراء. كما تتميّز أيضًا باستغلال البيئة الذي يغني القليلين ويسرق الكثيرين.

من هنا دعا الأسقفان لحماية الحياة على الدوام وفي كل مكان وفي جميع مراحلها منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي لاسيما عندما يكون الشخص في حالة ضعف أو عوز. لا بل إن عملنا معًا فسنتمكّن من تحسين ميزاتها، إذ ينبغي علينا كمسيحيين أن نحب الحياة لأنها عطيّة من الله وهو القيِّم الوحيد عليها وبالتالي لا يمكن لأي كائن بشريّ أن يدّعي بالحق بتدمير حياة الآخر أو اعتبار بعض الأشخاص بلا قيمة أو كعوائق.

وبالنظر إلى النقاش القائم في البلاد حول الموت الرحيم يكتب الأسقفان أن الموت الرحيم هو تهديد للحياة، وعبّرا في هذا السياق عن تفهّمهما للألم الجسدي والنفسي للمرضى وعائلاتهم ولكنّهما أكّدا أن قيمة الحياة البشريّة لا تتعلّق بأن يكون الشخص سليمًا أو راضيًا بنوعيّة الحياة التي يعيشها ولذلك يبقى الموت الرحيم خارج مصلحة المريض.

وفي الوقت عينه أكّد الأسقفان على حقّ كل شخص بالحصول على العلاج وواجب المجتمع الخلقي بتأمين الخدمات الصحيّة في سبيل الدفاع عن الحق بالحياة. فصحيح أنه من حق كل شخص أن يرفض التعنّت العلاجي ولكن ينبغي أن تقدّم العلاجات الضرورية لتخفيف الألم النفسي والجسدي لكل مريض حتى موته الطبيعي. كما وذكّر الأسقفان بأهميّة حماية الحياة منذ الحبل بها وحثا المؤمنين على اتخاذ قرارات مسؤولة في سبيل الحياة وطالبا باحترام الحق بالاستنكاف الضميري للعاملين الصحيين.

هذا وسلّط المطران شارل سكيكلونا والمطران ماريو غريخ الضوء على أنه يمكن للمجتمع أن يُظهر وجهه الرحوم عندما تتم مساعدة الأشخاص الضعفاء ولذلك ينبغي أن تُعزز الخدمات الصحيّة لاسيما تلك المتعلّقة بالعلاجات المخفِّفة والعناية بالمرضى المشرفين على الموت. وختم الأسقفان رسالتهما متوجّهين إلى أهالي المرضى الذين يرافقونهم بمحبّة خلال هذه الأوقات الصعبة وأكّدا أن هذا تصرُّف إنسانيّ جميل جدًّا ووجها نداء إلى جميع الأساقفة والمؤمنين كي ينمّوا أعمال الرحمة ويستمرّوا في التزامهم لكي لا يُترك أي مريض وحده أبدًا. 








All the contents on this site are copyrighted ©.