2016-07-30 11:58:00

زيارة البابا فرنسيس لبولندا: خطاب البابا إلى الكهنة والرهبان والإكليريكيين البولنديين


صباح السبت توجه البابا فرنسيس إلى مزار القديس يوحنا بولس الثاني في كراكوفيا حيث ترأس الاحتفال بالقداس الإلهي بحضور الكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين والعلمانيين المكرسين. ألقى البابا عظة توقف في مستهلها عند حدث إرسال يسوع لتلاميذه، وقال إن الكنيسة منذ انطلاقتها هي كنيسة تخرج إلى العالم، وهذا ما أراده الرب منها. وفيما كان التلاميذ يقيمون وراء الأبواب الموصدة بدافع الخوف، طلب منهم يسوع أن يخرجوا إلى العلن، إلى عالم الرسالة.

في هذه السياق ذكّر البابا فرنسيس بالكلمات الشهيرة للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني "شرعوا الأبواب"، مع أن الكهنة والرهبان غالبا ما يواجهون تجربة الانغلاق على ذواتهم فيما يريد منهم يسوع أن يخرجوا من ذواتهم ويدعوهم إلى سلوك الدرب حتى نهايتها محافظين على علاقة راسخة معه. وأكد البابا أن الشخص الذي يختار أن يتبع يسوع لا يملك شيئا، إذ يصبح كنزه الحقيقي الرب الذي يضعه في صلب حياته. وهو لا يكتفي بحياة عادية بل تحرقه الرغبة في الشهادة للآخرين وفي بلوغهم. إنه يحب المجازفة وينفتح على الدروب التي يرسمها الروح القدس.

وتوقف البابا بعدها عند الإنجيل اليومي الذي يحدثنا عن القديس توما الرسول الذي يحركه الشك والرغبة في الفهم، وقال البابا إن هذا الرجل يشبهنا إلى حد ما وقد حملنا على الاقتراب من الله إذ إن الله لا يختبئ إزاء من يبحث عنه. فقد أراه يسوع جراحه المجيدة، العلامات الحيّة لما عاناه بدافع محبته حيال البشر. ولفت البابا فرنسيس في هذا السياق إلى أن تلامذة الرب مدعوون إلى جعل إنسانيتهم تتصل بجسده، مشيرا إلى أن يسوع لا يتعب أبدا من الإصغاء إلى مشاكلنا اليومية، كما كانت تقول القديسة فاوستينا. وتساءل البابا بعدها: ماذا يطلب منا يسوع؟ إنه يريد منا قلوبا مكرسة حقا، تعيش بدافع المغفرة التي نلناها منه، كي نتمكن من نقل هذه المغفرة إلى الأخوة. إن يسوع ـ تابع البابا يقول ـ يبحث عن قلوب منفتحة على الضعفاء، قلوب طرية ووديعة وشفافة. وذكّر في هذا السياق بأن القديس توما الرسول وبعد بحثه لم يؤمن بقيامة الرب من بين الأموات وحسب إنما وجد في يسوع ملء الحياة، وربه فقال له "ربي وإلهي".

هذا ثم ذكّر البابا الكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين والمكرسين أنه بعد العلامة الكبيرة لرحمة الله يوجد اليوم أمامنا تحد يتمثل في ما يمكن أن  نقوم به والمواهب التي نلناها من الروح القدس، روح المحبة، والتي ينبغي أن تتحول إلى أعمل رحمة ننشرها وسط الآخرين. يمكننا أن نقول إننا مدعوون لكتابة صفحات إنجيل الرحمة من خلال قيامنا نحن أيضا بأعمال الرحمة.

وختم البابا فرنسيس عظته مشيرا إلى أن كل واحد منا يحتفظ في قلبه بصفحة شخصية جدا من كتاب رحمة الله: إنها قصة دعوتنا، صوت المحبة الذي اجتذب حياتنا وبدّلها وحملنا على ترك كل شيء واتباع الرب. وطلب البابا من الحاضرين أن يعيدوا اليوم إحياء ذكرى دعوتهم بامتنان، هذه الدعوة التي تقوى على كل تعب، وشكر الرب لأنه اجتاز برحمته أبوابنا المغلقة ولأنه يعطينا نعمة أن نتابع كتابة إنجيله، إنجيل المحبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.