لقاء الكنيسة الكلدانية في إربيل

افتُتح يوم أمس الاثنين في إربيل بكردستان العراق لقاء الكنيسة الكلدانية الذي يلتقي خلاله البطريرك ساكو بأساقفة الكنيسة وكهنتها. وتمحورت الأعمال حول ضرورة إعادة إطلاق العمل الرعوي للكنيسة الكلدانية أكان في العراق أم في بلدان الشتات، فضلا عن أهمية تحمّل المسؤولية حيال ما يجري في البلاد على أثر أعمال النهب والتدمير والعنف والهجرة، مع العلم أن القمة تُعقد في إقليم كردستان العراق والذي نزح إليه آلاف المسيحيين بعد أن هربوا من الموصل وقرى سهل نينوى على أثر سيطرة داعش عليها في صيف العام 2014.

وأوضحت مصادر بطريركية الكنيسة الكلدانية أن اللقاء يشكل مناسبة للتأمل والتفكير إزاء التبدلات السياسية والاجتماعية السريعة التي شهدها العراق خلال العقد المنصرم. فمنذ الغزو الأمريكي للبلاد في العام 2003 والإطاحة بالرئيس صدام حسين عاشت الأمة العراقية تبدلات أثّرت على كل الطبقات الاجتماعية، ولم يسلم منها الكهنة المدعوون إلى إعادة تجديد رسالتهم خصوصا خلال سنة الرحمة هذه التي شاءها البابا فرنسيس.

من هذا المنطلق لا بد من البحث عن السبل الأنسب من أجل الاستجابة للتحديات الرعوية المطروحة في عالمنا اليوم أكان في البلد الأم أم في بلدان الشتات. وقد أعربت بطريركية الكنيسة الكلدانية عن أملها بأن يُعطي هذا اللقاء قوة جديدة للرسالة ويكون مصدرا للعزاء من أجل بقاء الجماعة المسيحية العراقية والحفاظ في الوقت نفسه على أمانتها لدعوة المسيح. 

ومع افتتاح أعمال اللقاء نشرت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز مقالا سلطت فيه الضوء على نجاح يوم الصوم والصلاة الذي شاءته الكنيسة المحلية ونُظم في السابع عشر من الشهر الجاري تضامنا مع المسلمين خلال إحيائهم شهر رمضان. وأوضحت الوكالة نقلا عن مصادر البطريركية الكلدانية أن مقاسمة الصوم والصلاة جاءت بمثابة رسالة محبة وأخوة وعلامة للاحترام في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين فضلا عن كون هذه المقاسمة رفضا لأيديولوجية التطرف والانقسام والحقد.

وذكرت آسيا نيوز أن دعوة البطريرك ساكو هذه لقيت تجاوبا كبيرا من قبل العديد من كنائس بغداد والعراق بصورة عامة، وللمناسبة قررت البطريركية الكلدانية أن ترصد مبلغ خمسين ألف دولار أمريكي من أجل شراء الطعام والاحتياجات الأساسية للأسر النازحة عن الأنبار والفلوجة، مع العلم أن معظم هذه العائلات مسلمة الانتماء.