2016-06-18 14:25:00

البيان الختامي لمجمع أساقفة الكنيسة المارونية


صدر في السابع عشر من حزيران يونيو 2016 البيان الختامي لمجمع أساقفة الكنيسة المارونية. "في زمن العنصرة، زمن حلول الروح القدس، وبدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكيه وسائر المشرق الكلّي الطوبى، اجتمع أصحاب السيادة مطارنة الكنيسة المارونية في الكرسي البطريركي في بكركي. وقد وفدوا من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين هموم أبنائهم وشجونهم وانتظاراتهم وتطلّعاتهم. واستمعوا بداية إلى صاحب الغبطة والنيافة في كلمة افتتاحية شدّد فيها على الارتباط العميق بين الرياضة الروحية وأعمال السينودس حيث يعيش البطريرك والأساقفة الشركة والمجمعية ويضطلعون بمسؤولية مثلّثة، أي بناء الوحدة مع التنوّع والمحافظة على تراثنا الليتورجي والروحي والقيام بالرسالة المسيحيّة الموكولة إليهم"...

ومما جاء في البيان الختامي نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية "استعرض الآباء أوضاع أبرشيّاتهم في بلدان النطاق البطريركي، بدءًا بأبرشيّات سوريا الثلاث، دمشق وحلب واللاذقية. واستمعوا بمحبة وتضامن إلى إخوانهم مطارنة هذه الأبرشيات يعرضون معاناة شعبهم المستمرّة منذ خمس سنوات، وبخاصّة في الأشهر الأخيرة، الناجمة عن تفاقم الحرب وتدهور الاقتصاد والعملة الوطنية بحيث أصبح الفقر شاملاً. واستوقفهم وضع مدينة حلب الشهباء التي يعاني أبناؤها من شحّ في مقوّمات الحياة، من ماء وكهرباء وغذاء، ومن هدم المنازل وفقدان جنى الحياة، هذا بالإضافة إلى آلاف القتلى والجرحى والأرامل والنازحين"...

"وتوقّف الآباء عند الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردّية التي يعاني منها أبناؤهم لاسيّما في لبنان وبلدان الشرق الأوسط جرّاء الأزمات المتراكمة والحروب المتواصلة وتشابك المصالح. واستعرضوا ما تقوم به المؤسسات والجمعيات الكنسية التابعة للبطريركية والأبرشيات والرهبانيات من تربوية واستشفائية واجتماعية للتخفيف عن كاهل المواطنين الذين أصبحوا عاجزين عن القيام بواجباتهم تجاه متطلبات عائلاتهم في التعليم والطبابة وإيجاد فرص العمل. وأثنوا على الجهود الكبيرة التي تقوم بها وعلى المساعدات التي تقدّمها لاسيما بمناسبة سنة الرحمة. ولكنّهم وجدوا أنّ كل تلك المساعدات باتت غير كافية أمام الحاجات المتزايدة وغياب الدولة. لذا فإنّ الآباء يدعون القيّمين على المؤسسات الكنسية مضاعفة الجهود للوقوف إلى جانب المحتاجين وزرع الرجاء والفرح في نفوسهم. وإذ يثنون على المبادرات الخاصة في هذا المجال من مختلف المؤمنين، أفرادًا وجماعات، فإنهم يحثّون ذوي القدرات المالية على أفعال محبة ورحمة تجاه العائلات المعوزة بروح التضامن الاجتماعي"...

وفي الشأن الوطني، جاء في البيان الختامي لمجمع أساقفة الكنيسة المارونية "ناقش الآباء الأوضاع في لبنان، لاسيّما بعد مرور أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي وما ينجم عنه من تعطيل للمؤسسات الدستورية وعواقب وخيمة على المستوى السّياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وتعثّر إدارة مؤسّسات الدولة وسَير عملها، فضلاً عن انتشار الفساد فيها على حساب المال العام. وهم يُناشدون جميع النوّاب والكتل السياسيّة بأن يتحملوا مسؤوليّتهم الدستورية ويقوموا بواجبهم الوطني والبرلماني في تعزيز الحوار والمصارحة بشأن الأسباب الحقيقية التي تحول دون انتخاب الرئيس. إن ما أفرزته الإنتخابات البلديّة والإختياريّة على مستوى كلّ لبنان يشكّل علامةً فارقة تحمل  المسؤولين السياسيّين على مراجعة حساباتهم ومواقفهم ليستمعوا إلى إرادة الشعب ويعملوا على إعادة بناء دولة المؤسّسات بدءاً بانتخاب رئيس للجمهوريّة وبصياغة قانون عصري للإنتخابات النيابية يُنصف كلّ الفئات اللبنانيّة في التمثيل الصحيح". كما "ويتوجّه الآباء إلى المراجع الدولية طالبين منها التضامن مع لبنان ومضاعفة الدعم المادّي لتأمين المساعدات الكافية لحوالي مليوني مهجّر والسعي الجدّي من أجل عودتهم إلى أرضهم وأوطانهم في أسرع وقت"...

وفي الختام يتمنّى "الآباء لإخوتهم المسلمين في شهر رمضان المبارك صومًا مثمرًا وغنيًّا بالصلاة وأعمال الرحمة.

ويتوجّه الآباء إلى أبنائهم أينما وُجدوا بالدعوة إلى عيش إيمانهم ورجائهم بالمسيح القائم من الموت والشهادة له في حياتهم اليومية ليكونوا دومًا شهود الفرح والرجاء. كما يحثّونهم على التمسّك بتراث آبائهم وأجدادهم ويشاركونهم الصلاة والابتهال إلى الله واستشفاع والدة الإله مريم العذراء والقديسين شفعائنا من أجل وقف الحروب في الشرق الأوسط وإحلال السلام العادل والشامل وعودة النازحين والمهجّرين إلى أرضهم وأوطانهم".








All the contents on this site are copyrighted ©.