2016-06-04 14:51:00

خطاب البابا إلى القضاة والمدعين العامين المشاركين في قمة عُقدت في الفاتيكان


التقى البابا فرنسيس أكثر من مائة قاض ومدع عام جاؤوا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في مؤتمر عُقد في دولة حاضرة الفاتيكان ونظمته الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية لمناقشة قضايا تتعلق بمكافحة الجريمة المنظمة والتصدي لأشكال العبودية الناتجة عنها. وألقى البابا خطابا مسهبا سلط فيه الضوء على ظاهرة الاتجار بالكائنات البشرية والمخدرات والأعضاء البشرية فضلا عن استغلال الدعارة وقال إن هذه الممارسات ترتقي إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، ولا بد أن يُعاقب عليها القانون من هذا المنظار.

وشدد البابا فرنسيس على ضرورة إنشاء شبكة بين مختلف الأنظمة القضائية من أجل تبادل الخبرات بهدف مواجهة هذه الأشكال الجديدة من العبودية بالطرق والسبل الأنسب. ولفت إلى أن الكنيسة مدعوة إلى الالتزام في مساعدة الكائنات البشرية لاسيما في الأوضاع التي يعاني فيها البشر من آفات وآلام مأساوية، ومن هذا المنطلق لا بد أن تتدخل الكنيسة الكاثوليكية في القضايا السياسية الكبرى، لأن السياسة ـ كما قال البابا بولس السادس ـ هي من أسمى أشكال المحبة.

هذا ثم سطر البابا واجبات القاضي في المجتمع والتي لا غنى عنها خصوصا إزاء التحديات المطروحة اليوم أمامنا في ظل عولمة اللامبالاة، وهذا الأمر يتطلب أن يتحرر القاضي والمدعي العام من الضغوط التي يمكن أن تمارسها عليه الحكومة ويتحرر أيضا من المؤسسات الخاصة و"بنيات الخطيئة" كما سمّاها البابا يوحنا بولس الثاني. كما أشاد فرنسيس بالشجاعة التي يتسلح بها العديد من القضاة عندما يتعرضون للضغوط وحتى للتهديدات.

بعدها عبر البابا عن سروره لموافقة منظمة الأمم المتحدة وبالإجماع على الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة والمتكاملة وذلك من خلال قرار يطالب بتبني إجراءات فاعلة للتخلص من الأشكال الجديدة للعبودية ومن بينها الاتجار بالكائنات البشرية وتجنيد الأطفال وظاهرة تشغيل القاصرين خلال فترة أقصاها العام 2025. ومن هذا المنطلق لا بد أن يُدرك القضاة تماما التحديات المطروحة اليوم أمام مجتمعاتنا المعاصرة وأن يعملوا على مقاسمة خبراتهم في هذا المجال.

لم يخلُ خطاب البابا إلى القضاة من التحذير من مغبة الوقوع في فخ الفساد الذي يُضعف الحكومات والنشاطات القضائية. ولفت بعدها إلى أهمية أن تقدم العقوبات الأمل إلى المحكوم، معتبرا أن العقوبة التي تفتقر إلى بذور الأمل هي بمثابة تعذيب! لذا ينبغي أن يسعى النظام القضائي إلى تقديم إمكانية إعادة انخراط المحكوم في الحياة الاجتماعية بعد إنهاء عقوبته خصوصا وأن العديد من هؤلاء الأشخاص هم ضحايا أوضاع عاشوها في الماضي وينبغي أن ينالوا فرصة ثانية في حياتهم ليصيروا كائنا بشريا استعاد كرامته الضائعة.

هذا ثم أكد البابا أن خبرته علمته أن السجون التي تديرها النساء تكون أفضل من سواها في غالب الأحيان، وذلك لأن للمرأة تحسسا مميزا حيال قضية إعادة الاندماج في المجتمع. في ختام خطابه إلى القضاة والمدعين العامين القادمين من أنحاء العالم كافة ذكّر البابا الجميع بأهمية تطبيق العدالة والسعي إلى صنع السلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.