2016-05-30 16:00:00

البابا فرنسيس: لبناء عالم جديد نحتاج لأن ننمي القدرة على الإصغاء للآخرين


استقبل قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأحد في قاعة السينودس الجديدة في الفاتيكان ممثلين عن أكثر من أربعين جامعة من العالم بأسره من المؤسسة الحبرية "Scholas Occurrentes" والذين شاركوا في المؤتمر العالمي في روما تحت عنوان "بين الجامعة والمدرسة، جدار أم جسر".

تميّز اللقاء بجو من الحيويّة وجّه خلاله الشباب أسئلة للأب الأقدس، وتحدث البابا فرنسيس أولاً بتقدير عن إطار التواصل الذي يشكّل تحديًا في عالم اليوم وقال عندما ينفصل الشعوب والعائلات والأصدقاء، نجد في الانفصال فقط العداوة والحقد ولكن عندما نجتمع نتبادل الصداقة الاجتماعيّة والأخويّة وتتم ثقافة اللقاء التي تدافع عنا ضدَّ جميع أشكال ثقافة الإقصاء. وبالتالي أشكركم على كل ما تقومون به في هذا المجال. وتابع البابا فرنسيس متحدثًا عن حياته وقال لم أكن أتوقّع أنه سيتم انتخابي، لقد كانت مفاجأة كبيرة لي... لكن ومنذ تلك اللحظة منحني الله سلامًا لا زال يرافقني حتى اليوم، وهذا السلام يحملني قدمًا. إنه النعمة التي نلتها.

هذا وقد تميّز اللقاء بشهادات حياة ومنح جوائز من أجل الالتزام في سبيل السلام لكل من ريتشارد غير وسلمى حايك وجورج كلوني، وقد شرحت لورينا بيانكيتي مقدّمة اللقاء أن هؤلاء الممثلين قد نالوا هذه الجوائز على التزامهم في سبيل شباب الضواحي، وفي هذا الإطار سلّط البابا فرنسيس الضوء على أهميّة إعطاء انتماء للأشخاص أي منحهم هويّة وقال من المُلِحّ أن نقدم انتماء من أي نوع كان، لكي يشعر المرء بأنه ينتمي إلى مجموعة أو عائلة أو منظّمة وهذا الأمر يعطيه هويّة.

من ثمَّ هناك لغة التصرّفات: لمسة وابتسامة، وطلب الأب الأقدس في هذا الإطار تصرفات ملموسة ووقف الاعتداءات. على سبيل المثال "الإستقواء على الضعيف" الذي هو اعتداء يخفي وحشيّة وقساوة، فالعالم هو قاس تمامًا كالحروب؛ ووحشيّة الحرب تبلغ الأطفال وتقتلهم. وبالتالي لنتمكن من بناء عالم جديد نحن بحاجة لأن نلغي جميع أشكال الوحشية وأن ننمي القدرة على الإصغاء للآخرين. ففي الحوار قال البابا ينتصر الجميع ولا أحد يخسر. أما في الجدال فهناك شخص ينتصر وشخص يخسر، ولكنهما في الواقع يخسران كليهما. فالحوار هو القدرة على الإصغاء وعلى أن يضع المرء نفسه مكان الآخر ويبني الجسور. لذلك ينبغي علينا أن نزيل كل كبرياء وغرور، وعلى العالم أن يخفف مستوى الوحشيّة ويعزز اللطافة والإصغاء والسير معًا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.