2016-05-27 13:45:00

البابا فرنسيس: أنتم مدعوون ومكرّسون من الله لتبقوا مع يسوع وتخدموه في الفقراء


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء رهبنة القديس لويجي أوريونيه بمناسبة انعقاد مجمعهم العام وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال جميعنا نسير في إتباع يسوع؛ والكنيسة بأسرها مدعوّة لتسير مع يسوع على دروب العالم لتلتقي بشريّة اليوم التي تحتاج – كما يكتب القديس لويجي أوريونيه – "للخبز للجسد وللبلسم الإلهي للإيمان"، ولكي تجسّدوا في حاضر التاريخ كلمات مؤسسكم هذه وتعيشوا جوهريّة تعليمه وضعتم محور مجمعكم العام هويّتكم التي يلخّصها القديس لويجي أوريونيه في صفة "خدام المسيح والفقراء".

تابع الأب الأقدس يقول إن الدرب الرئيسية هي أن تحافظوا في حياتكم الشخصية والرسولية على هذين البعدين متحدين على الدوام. أنتم مدعوون ومكرّسون من الله لتبقوا مع يسوع وتخدموه في الفقراء والمهمّشين من قبل المجتمع؛ فبهم أنتم تلمسون وتخدمون جسد المسيح وتنمون في الاتحاد معه، متنبّهين على الدوام لكي لا يصبح الإيمان إيديولوجيّة ولا تتحوّل المحبّة إلى مجرّد إحسان وتصدّق.

أضاف الحبر الأعظم يقول أن تكونوا خدام المسيح يميّز كلّ ما أنتم عليه وما تقومون به ويضمن فعّاليتكم الرسوليّة ويجعل خدمتكم خصبة. كان القديس لويجي أوريونيه يوصيكم بأن "تبحثوا عن جراح الشعب وتطبّبوها، وتداووا أمراضه وتذهبوا للقائه في الخلقي والمادي: بهذه الطريقة لا يكون عملكم فعالاً وحسب وإنما مسيحيا ومخلِّصا بشكل عميق" أُشجّعكم على إتباع هذه التوجيهات، في الواقع إذ تفعلون هكذا أنتم لا تتشبّهون بيسوع السامري الصالح وحسب بل تقدّمون للناس فرح لقاء يسوع والخلاص الذي يحمله للجميع. ففي الواقع "إن الذين يسمحون له بأن يخلّصهم يتحررون من الخطيئة والحزن والفراغ الداخلي والعزلة. فمع يسوع يولد الفرح مجدّدًا وعلى الدوام" (فرح الإنجيل، 1).

تابع الأب الأقدس يقول إن إعلان الإنجيل ولاسيما في أيامنا يتطلّب محبة كبيرة للرب ومبادرة مميّزة. لقد علمت أن المؤسس، فيما كان لا يزال حيًّا، كانوا يطلقون عليكم في بعض الأماكن تسمية "الكهنة الراكضون" لأنّهم كانوا يرونكم في حركة على الدوام وسط الناس، لقد كان القديس برناردوس يذكّر بأن المحبّة هي دائمًا في مسيرة؛ وبالتالي ومع القديس لويجي أوريونيه أحثكم أنا أيضًا لكي لا تبقوا منغلقين في بيئاتكم وإنما كي تنطلقوا إلى الخارج. هناك حاجة كبيرة لكهنة ورهبان لا يبقون فقط في المؤسسات الخيرية، وإنما يعرفون أيضًا أن يذهبوا أبعد منها، ليحملوا إلى كل الأماكن، حتى تلك البعيدة، رائحة محبّة المسيح. لا يغيبنَّ نظركم أبدًا عن الكنيسة وعن جماعتكم الرهبانيّة لا بل ينبغي على قلوبكم أن تكون هناك في "عليّتكم"، ولكن ينبغي عليكم أيضًا أن تخرجوا لتحملوا رحمة الله للجميع بدون تمييز.

أضاف الحبر الأعظم يقول ستكون خدمتكم للكنيسة أكثر فعاليّة بقدر ما ستجتهدون في الاهتمام بإتباعكم الشخصي للمسيح وبتنشئتكم الروحية. بشهادتكم لجمال التكرُّس والحياة الصالحة لرهبان "خدام المسيح والفقراء" ستكونون مثالاً للشباب لأن الحياة تولِّد الحياة، والراهب القديس والسعيد يشجع  دعوات جديدة.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أكل رهبنتكم إلى حماية العذراء مريم الوالديّة التي تكرمونها كـ "أم العناية الإلهيّة"، وأسألكم أن تصلّوا من أجلي ومن أجل خدمتي للكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.