2016-02-26 11:40:00

مداخلة الكاردينال ساندري خلال مؤتمر في روما حول المسيحيين في الشرق الأوسط


تستضيف روما هذه الأيام مؤتمرا دوليا ينظمه مجلس أساقفة ألمانيا بالتعاون مع جامعة ميونيخ حول موضوع "بين المجتمع العالمي والتبدلات الإقليمية: مسيحيون، كنائس مسيحية وأديان في شرق أوسط يتغيّر". من بين المشاركين في الأعمال رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الذي ألقى مداخلة سلط فيها الضوء على أوضاع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.

اعتبر ساندري أن هذا المؤتمر يسير بشكل متوازي مع الجهود المبذولة من أجل مد يد العون إلى اللاجئين والسعي الدؤوب إلى فتح ممرات إنسانية بغية إيصال المعونات اللازمة إلى السكان في المناطق الأكثر تضررا جراء الصراع الحاصل. بعدها أشار المسؤول الفاتيكاني إلى التنوع المذهبي الذي يميّز الحضور المسيحي في منطقة الشرق الأوسط حيث تعيش جماعات مسيحية تنتمي إلى كنائس مختلفة مقدما صورة مفصلة عن الكنائس التي تدخل ضمن صلاحيات المجمع الذي يرأسه.

وأشار بعدها نيافته إلى الأعداد الكبيرة من النازحين واللاجئين التي يغص بها لبنان والأردن مثنيا على الدور الذي تضطلع بها كاريتاس في كل من البلدين دون أن ننسى الحضور المسيحي في مصر حيث يستضيف هذا البلد الذي زاره ساندري في كانون الثاني يناير من العام 2013 عددا من المسيحيين القادمين من دول أفريقيا ما دون الصحراء وجنوب السودان وإرتريا. وقال رئيس مجمع الكناس الشرقية إنه لا بد من الأخذ في عين الاعتبار الواقع المتنوع للحضور المسيحي في منطقة الشرق الأوسط كي نتمكن من فهم التحديات الجديدة والقديمة المطروحة اليوم أمام تلك الجماعات.

بعدها تطرق الكاردينال ساندري إلى "مسكونية الدم" التي تحدث عنها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما شاء أن يحيي ذكرى الشهداء المسيحيين خلال يوبيل الألفين، وهذا الموضوع شدد عليه في أكثر من مناسبة البابا الحالي فرنسيس، مشيرا إلى اللقاءات التي جمعت هذا الأخير مع بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، والصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط والأرض المقدسة خصوصا والتي جرت في الحدائق الفاتيكانية في صيف العام 2014 فضلا عن اللقاء الأخير الذي تم في كوبا بين البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل.

هذا ثم حذّر المسؤول الفاتيكاني من بعض المحاولات الرامية إلى التلاعب بمصائر الجماعات المسيحية في المنطقة من أجل تلبية المصالح السياسية الضيقة. وأكد الكاردينال ساندري في هذا السياق أن المسيحيين هم من أثمن الموارد في المجتمعات التي يعيشون فيها لافتا إلى أنها أثمن بكثير من النفط والغاز! ورأى أيضا أن نهاية الحضور المسيحي في منطقة الشرق الأوسط ستؤدي بالتأكيد إلى تفاقم الصراع المذهبي داخل العالم الإسلامي. وختم الكاردينال ساندري مداخلته متحدثا عن مدينة حلب وواصفا إياها بالعاصمة المسيحية لسورية لكونها تضم ست كاتدرائيات كاثوليكية وأخرى أرثوذكسية، مشيرا إلى احتمال أن يتكرر ما يحصل اليوم في حلب والشرق الأوسط بشكل عام في البلدان الأوروبية في المستقبل. 








All the contents on this site are copyrighted ©.