2016-02-25 11:58:00

مداخلة للكاردينال توركسون تحت عنوان: العناية بالخليقة كعمل رحمة


"العناية بالخليقة كعمل رحمة". هذا هو عنوان مداخلة ألقاها رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال بيتر توركسون في جامعة فيلانوفا بولاية فيلاديلفيا الأمريكية وتمحورت حول الرسالة العامة الأخيرة للبابا فرنسيس "كن مسبحا". وقد رمى اللقاء إلى تسليط الضوء على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية في هذا المجال، كما أن المداخلة جاءت بمثابة تأمل خلال زمن الصوم الذي تعيشه الكنيسة قبل الاحتفال بأسبوع الآلام وأحد القيامة، خصوصا وأن هذه الفترة الليتورجية تندرج هذا العام في إطار سنة يوبيل الرحمة. ولم تخل مداخلة الكاردينال توركسون من الإشارة إلى سبل معالجة القضايا والمسائل الآنية المرتبطة بكيفية عيشنا للإيمان المسيحي في عالم اليوم. 

سلط المسؤول الفاتيكاني الضوء على الخالق وعلاقته مع كل ما صنعه الله، مشددا على أن الحياة البشرية تتجذر في ثلاث علاقات مترابطة فيما بينها: العلاقة مع الله، مع الآخر ومع الأرض، حسبما جاء في الرسالة العامة المذكورة آنفا. ولفت الكاردينال توركسون إلى المشاكل التي يعاني منها الفقراء والمحتاجون في عالم اليوم مذكرا المؤتمرين بأن الاعتناء بالخليقة يعني الاقتداء بمثل الراعي الصالح الذي يهتم بخرافه وهذا الأمر يتطلب تبني مقاربة جديدة في عيش علاقتنا مع البيئة. 

فيما يتعلق بيوبيل الرحمة الذي نعيشه اليوم قال رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام، إن الرحمة تعني الغفران والصفح والرأفة أيضا، أي وضع الذات مكان الشخص المتألم وحمْلَ أعبائه على أكتافنا. أما أعمال الرحمة فهي تنقسم إلى أعمال جسدية وروحية إذ تتطلب الاعتناء بالمنبوذ والجائع، والعطشان والعريان والمسجون والمريض والعاطل عن العمل والمضطهد والباحث عن الملجأ، كما لا بد أن نساعد الأشخاص على تخطي الشكوك والجهل والوحدة ونبذ الغضب والحقد وإظهار الصبر فضلا عن الصلاة من أجل بعضنا البعض.

وتسلط الرسالة العامة "كن مسبحا" الضوء بشكل مفصل على أعمال الرحمة هذه حيال الآخرين، وتضيف عليها عملا آخر ألا وهو الاعتناء ببيتنا المشترك. كما أن هذه الوثيقة ـ قال الكاردينال توركسون ـ تحث القارئ على التفكير بالسؤال التالي "أي عالم نريد أن نترك إلى من سيأتون من بعدنا؟ إلى الأطفال الذين يكبرون اليوم؟". وختم الكاردينال توركسون مداخلته مذكرا بما كتبه البابا فرنسيس في رسالة "وجه الرحمة" عندما دعا الشعب المسيحي إلى التفكير في أعمال الرحمة الجسدية والروحية خلال هذا اليوبيل، مؤكدا أن هذه هي الطريقة كفيلة بإيقاظ ضمائرنا التي غالبا ما تتخدّر في وجه الفقراء الذين يختبرون بنوع خاص رحمة الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.