2016-02-24 12:44:00

الحكومة السورية تعلن موافقتها على وقف إطلاق النار لكنها ستواصل محاربة داعش والنصرة


أعلنت الحكومة السورية أنها توافق على الهدنة التي تم الاتفاق بشأنها بين القيادتين الأمريكية والروسية والتي ستدخل حيز التنفيذ منتصف ليل السبت المقبل بتوقيت دمشق، وذلك بعد أن كانت تيارات المعارضة الرئيسة قد أبدت استعدادها للتقيّد بوقف إطلاق النار. وجاء الإعلان عن الموقف السوري تزامنا مع إطلاق الرئيس الأمريكي وثلاثة من القادة الأوروبيين نداء من أجل احترام الهدنة في سورية، وذلك خلال مؤتمر فيديو جرى بين أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني دايفد كاميرون.

وعُلم أن القادة الأربعة تطرقوا أيضا إلى الوسائل الكفيلة بالتخفيف من وقع الأزمة الإنسانية وشددوا على أهمية نشاط حلف شمال الأطلسي وضرورة التنسيق بين اليونان وتركيا من أجل السيطرة على ظاهرة تدفق اللاجئين باتجاه الأراضي الأوروبية.

وعلى الرغم من التفاؤل الذي أبدته بعض القوى المحلية بشأن إمكانية نجاح الهدنة، تتواصل المعارك في جوار مدينة حلب حيث يتقدم تنظيم داعش الذي لم يشمله الاتفاق الروسي الأمريكي، شأن جبهة النصرة، إذ اقتصر على ما يُعرف بالمعارضة السورية المعتدلة. وقد أوردت وكالة سانا السورية للأنباء أن الحكومة وافقت على المقترح الروسي الأمريكي شرط أن يُسمح للقوات النظامية بمواصلة حربها ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة و"المنظمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما" حسبما ذكرت الوكالة.

من جهتها عبرت اللجنة العليا للمفاوضات التي تضم أبرز تشكيلات المعارضة السورية عن استعدادها للتقيّد بالهدنة، شرط أن يرفع النظام الحصار المفروض على ثماني عشرة منطقة، ويُطلق سراح المعتقلين وتتوقف الغارات الجوية السورية والروسية. من جانبها أكدت الميليشيات الكردية أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعنيها لأنها تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وكانت تلك الميليشيات قد حاولت الإفادة من هجمات القوات النظامية ـ خلال الأسابيع الماضية ـ لتبسط سيطرتها على مناطق قريبة من الحدود التركية، ما أثار حفيظة أنقرة التي أطلقت عمليات عسكرية ضد التنظيمات المسلحة الكردية في المنطقة.

في نيويورك ذكرت صحيفة وال ستريت جورنال نقلا عن مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن ثمة شكوكا بشأن احتمال أن تتقيد القوات الروسية بهذه الهدنة. وأفادت مصادر مطلعة أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ومدير الـ"سي أي أي" جون برينان ورئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال جوزف دانفورد طالبوا بتبني إجراءات جديدة من أجل توجيه ضربة مؤلمة إلى الروس. في سياق متصل أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في خطاب ألقاه أمام مجلس الشيوخ أنه ليس واثقا بأن وقف إطلاق النار في سورية سيؤدي إلى تسوية سياسية للصراع الذي تسبب ـ بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان ـ بسقوط أكثر من مائتين وسبعين ألف قتيل خلال خمس سنوات.

في واشنطن سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة. وأفادت مصادر البيت الأبيض بأن المحادثات بين الرجلين ستتمحور حول الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وسبل توفير الدعم للاجئين السوريين والعراقيين المقيمين في الأردن فضلا عن مسألة الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.








All the contents on this site are copyrighted ©.