السفير البابوي في دمشق يعلق على نداء البابا فرنسيس الأخير من أجل السلام في سورية

على أثر النداء الجديد الذي أطلقه البابا فرنسيس من أجل السلام في سورية بعد تلاوته صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الماضي أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز مقابلة مع السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري الذي أشاد بمواقف البابا التي تعكس محبته الكبيرة حيال الشعب السوري واهتمامه بمعاناة السوريين. وذكّر بأن البابا شدد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للصراع الدامي الذي يتخبط فيه البلد العربي منذ حوالي خمس سنوات، مشيرا إلى أن البابا أحسن عندما دعا المؤمنين إلى التضامن موجها فكره إلى الأشخاص المتألمين لاسيما المدنيين.

واعتبر الدبلوماسي الفاتيكاني أن الحل الأنسب يكمن في متابعة مفاوضات السلام مع أن المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية ووفود المعارضة التي استضافتها جنيف انقطعت بعد يومين على بدايتها. وذكّر سيادته بما قاله مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دو ميستورا عندما سلط الضوء على أهمية أن يرى السوريون أن الأطراف تتفاوض كما أنهم بحاجة طبعا إلى بعض الخطوات العملية والملموسة لا إلى الكلام وحسب.

ورأى المطران زيناري في حديثه لـ"آسيا نيوز" أن الحرب السورية بلغت اليوم مرحلة حرجة للغاية، لافتا إلى أن الخطوة الإيجابية الوحيدة التي سُجلت خلال السنوات الماضية تتمثل في نزع الأسلحة الكيميائية، متسائلا عما كان سيحدث إذا ما بقيت هذه الأسلحة اليوم في سورية. وختم السفير البابوي في دمشق حديثه مؤكدا أن الاتفاق بشأن السلاح الكيمائي يُظهر أنه إذا توفرت الإرادة الصالحة فضلا عن الاتحاد وتقاطع مصالح البلدان المؤثرة على الصراع، يمكن التوصل إلى نتائج من هذا النوع، لكن ما نحتاج إليه هو الصدق والإرادة الطيبة.

وتذكّر وكالة آسيا نيوز أن الحرب السورية اندلعت في آذار مارس من العام 2011 تحت شكل تظاهرات شعبية مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد وسرعان ما تحولت إلى صراع واسع النطاق تشارك فيه مجموعات مسلحة وميليشيات إسلامية الطابع. وقد أسفر الصراع حتى اليوم عن مقتل حوالي مائتين وستين ألف شخص بحسب مصادر الأمم المتحدة. كما أن النزاع السوري ولّد أكبر أزمة إنسانية في التاريخ المعاصر مرغما أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون مواطن سوري على البحث عن ملجأ آمن خارج البلاد، لاسيما في البلدان المجاورة شأن الأردن، لبنان، تركيا والعراق.