2016-01-14 12:00:00

رسالة البابا لمناسبة يوبيل الرحمة للفتيان والفتيات ـ نيسان أبريل 2016


نُشرت ظهر اليوم الخميس رسالة قداسة البابا فرنسيس لمناسبة يوبيل الرحمة للفتيان والفتيات (13 ـ 16 سنة) وسيُحتفل به من الثالث والعشرين وحتى الخامس والعشرين من نيسان أبريل 2016. وقد استهل الأب الأقدس رسالته بالقول: تعيش الكنيسة سنة الرحمة المقدسة، زمن نعمة وسلام وتوبة وفرح يشمل الجميع: صغارًا وكبارًا، قريبين وبعيدين. ما مِن حدود أو مسافات تستطيع أن تمنع رحمة الآب من بلوغنا ومن أن تكون حاضرة في وسطنا. فالباب المقدس مفتوح في روما وفي جميع أبرشيات العالم. وأضاف البابا فرنسيس أن هذا الزمن الثمين يشملكم أنتم أيضا، أعزائي الفتيان والفتيات، وإنني أتوجّه إليكم كي أدعوكم لتشاركوا فيه وتصبحوا روّاده، مظهرين كونكم أبناء الله (راجع 1 يوحنا 3، 1). أودّ أن أدعوكم واحدًا واحدًا، أودّ أن أدعوكم بأسمائكم كما يفعل يسوع كل يوم، فكما تعلمون جيدًا إن أسماءكم مكتوبة في السّموات (لوقا 10، 20)، ومحفورة في قلب الآب، القلب الرحيم الذي تنبع منه كل مصالحة وكل عذوبة.

تابع البابا فرنسيس رسالته قائلا إن اليوبيل هو سنة كاملة تُدعى كل لحظة فيها مقدّسة كي تصبح حياتنا بكليّتها مقدّسة. إنها فرصة سنكتشف خلالها أن العيش كأخوة هو عيد كبير، العيد الأجمل الذي نستطيع أن نحلم به، العيد الذي لا يعرف نهاية والذي علّمنا يسوع أن ننشده من خلال روحه. إن اليوبيل هو العيد الذي يدعو إليه يسوع الجميع، بدون تمييز وبدون استثناء أحد. ولهذا، رغبتُ في أن أعيش معكم أيضا أيام صلاة وعيد. أنتظرُكم بأعداد كبيرة في شهر نيسان أبريل القادم. وأضاف البابا" أن ننمو رحماء كالآب" هو عنوان يوبيلكم، وهو أيضا الصلاة التي نرفعها من أجلكم جميعًا، مستقبلين إياكم باسم يسوع. أن ننمو رحماء يعني أن نتعلّم أن نكون شجعانًا في المحبة الملموسة والمتجرّدة، يعني أن نصبح كبارًا في الجسد وفي أعماقنا أيضا. إنكم تستعدّون لتصبحوا مسيحيين قادرين على القيام بخيارات وأعمال شجاعة، وعلى أن تبنوا كل يوم، وحتى في الأشياء الصغيرة، عالمَ سلام.

تابع البابا فرنسيس قائلا إن سنّكم هي سنّ تغيرات مدهشة يبدو فيها كل شيء ممكنًا وغير ممكن في الوقت نفسه. أكرّر لكم بقوة كبيرة "ابقوا راسخين في مسيرة الإيمان مع الرجاء الوطيد في الرب. هنا يكمن سر مسيرتنا! فالرب يهبنا الشجاعة للسير بعكس التيار. صدّقوني: إن ذلك مفيد للقلب، لكن الذهاب بعكس التيار يتطلّب الشجاعة، والرب يهبنا هذه الشجاعة! ومعه نستطيع أن نفعل أمورًا عظيمة؛ يجعلنا نشعر بفرح كوننا تلاميذه وشهوده. راهنوا على المثُل السامية، وعلى الأمور العظيمة. فالرب لم يخترنا نحن المسيحيين من أجل أمور صغيرة، اذهبوا دائما إلى ما هو أبعد، نحو الأمور العظيمة. استثمروا حياتكم من أجل المثُل السامية!" (عظة لمناسبة منح سر التثبيت لفتيان وفتيات خلال سنة الإيمان، 28 نيسان أبريل 2013).

وأضاف الأب الأقدس يقول: لا أستطيع أن أنساكم، أيها الفتيان والفتيات يا مَن تعيشون أوضاع حرب وفقر مدقع وتعب يومي وإهمال. لا تفقدوا الرجاء، فلدى الرب حُلم عظيم لتحقيقه معكم! إن أصدقاءكم وأترابكم الذين يعيشون في أوضاع أقل مأساوية من أوضاعكم، يتذكّرونكم ويعملون كي يكون السلام والعدالة في متناول الجميع. لا تثقوا بكلمات الكراهية والذعر التي تتكرّر غالبًا؛ بل ابنوا صداقات جديدة. قدّموا وقتكم واهتموا دائما بمَن يسألكم المساعدة. كونوا شجعانًا وبعكس التيار، كونوا أصدقاء يسوع، أمير السلام (راجع أشعيا 9، 6) "كل شيء فيه يحدّث عن الرحمة. ولا شيء فيه خال من الرأفة" (وجه الرحمة، 8).

ومضى البابا فرنسيس قائلا: أعلم أنه ليس باستطاعتكم جميعًا المجيء إلى روما، ولكن اليوبيل هو حقًا للجميع وسيُحتفل به أيضا في كنائسكم المحلية. إنكم مدعوون جميعًا للحظة الفرح هذه! لا تعدّوا الحقائب واللافتات فقط، بل أعدّوا قبل كل شيء قلوبكم وأذهانكم! تأملوا مليًّا في الأمنيات التي ستسلّمونها ليسوع في سر المصالحة وفي الافخارستيا التي سنحتفل بها معًا. عندما ستعبرون الباب المقدس، تذكّروا الالتزام بأن تجعلوا حياتكم مقدّسة، وبأن تتغذّوا من الإنجيل والافخارستيا اللذين هما الكلمة وخبز الحياة، للتمكّن من بناء عالم أكثر عدلاً وأخوّة. وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول: ليبارك الرب كل خطوة لكم نحو الباب المقدس. أسأل الروح القدس أن يرشدكم وينيركم. لتُكن العذراء مريم التي هي أمّ الجميع، لكم ولعائلاتكم ولجميع الذين يساعدونكم على النمو في الصلاح والنعمة، بابًا حقيقيًا للرحمة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.