البطريرك الماروني يكرر الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية

"عندما يتكلم القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن الالتزام السياسي في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، يدعو المسيحيين الذين يعملون في الحقل السياسي أن يقوموا بعملهم وفقًا لمقتضيات معموديتهم التي جعلتهم في كيانهم الداخلي مشاركين في رسالة المسيح المثلثة: النبوية والكهنوتية والملوكية": هذا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة ألقاها مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي وأضاف: "عندما نكرّر دعوة الجماعة السياسية للقيام بواجبها الأساسي بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة إحياء المجلس النيابي والحكومة، إنما نفعل ذلك على الأخص بالنسبة إلى السياسيين المسيحيين، انطلاقًا من هذا الواجب الذي يمليه عليهم الضمير المسيحي الملتزم بمقتضيات معموديتهم التي ذكرناها. فالإرشاد الرسولي نفسه يذكّرهم بأنهم ملتزمون بممارسة مسيحية في إدارة الشؤون الزمنية لأن البشرى الإنجيلية تنير جميع الشؤون البشرية؛ من أجل بناء أسرة بشرية سعيدة، وفي الوقت نفسه البلوغ إلى الخلاص الأبدي. لا يستطيع المسيحيون أن ينسوا أو يضعوا جانبًا أو يتنكروا لهذا التعليم الإنجيلي، فيما هم يمارسون العمل السياسي وإدارة الشؤون الزمنية".

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته: إننا من واجب الإجابة على عمل الفداء الذي أجراه الله، بشخص يسوع المسيح، ويقتضي تحرير جميع الناس من كل ما يعيق نموّهم الروحي والبشري، الاقتصادي والثقافي، الاجتماعي والمعيشي، نوجّه النداء إلى حكام الدول في الشرق الأوسط وفي الأسرة الدولية لكي يوقفوا الحروب وويلاتها وجرائمها وفتكها المتنوع بالمواطنين الآمنين، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وفي المملكة العربية السعودية المهدَّدة والعمليات الإرهابية المسنودة في مصر وليبيا وسواها. يكفي هدمًا وقتلاً وتهجيرًا من أجل مصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية. وليخافوا الله في عباده. وإنه لمن العار اتخاذ المواطنين دروعًا بشرية وقتلهم والقضاء عليهم جوعًا، كما هو حاصل في مضايا والفوعة وكفريا وسواها. لا يحق للمجتمع الدولي عدم الالتزام بكل قواه في إيصال المساعدات السريعة لهؤلاء الذين يتضورون جوعًا وفي فرض وقف إطلاق النار وإيقاف المدافع والقنابل، وإيجاد حلول سياسية تبلغ إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة بأسرها.