2016-01-08 13:08:00

الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة


عقد المطارنة الموارنة يوم الخميس السابع من كانون الثاني يناير 2016 اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامّين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وأصدروا بيانا في ختام الاجتماع قالوا فيه: يستقبل الآباء بكثير من الرجاء سنة 2016، علّ الربّ يمنّ علينا بالسلام الذي تشعر بحاجة ماسة إليه شعوب العالم، وبصورة خاصة شعوب منطقتنا، بعدما شهدت، خلال السنة المنصرمة، تفجّر  العديد من الأزمات والحروب، وسقوط الكثيرين من الأبرياء. وهم يضمّون صوتهم إلى صوت قداسة البابا فرنسيس الذي ذكّر العالم، في رسالته الأخيرة ليوم السلام العالمي، بأنّ السلام لا يتمّ من دون الخروج من اللامبالاة إلى التضامن البشري، وبأنّ الشرط الأساسي لبناء هذا التضامن هو الحوار. وكم نحن بحاجة في هذا الشّرق إلى لغة الحوار الأصيل، لأنّ الأزمات والحروب هي في الغالب وليدة فقدان الثقة التاريخية بين مكوِّنات المجتمعات.

وجاء في البيان الختامي لاجتماع المطارنة الموارنة نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، يشجّع الآباء قيام حوار جدّي على مستوى القضية الفلسطينية، لعلّ دماء الأبرياء التي تُسفك كلّ يوم، تكون صوتًا صارخًا في ضمائر المسؤولين، يدعو الى قيام حوار جدّي يستكمل المساعي السابقة، حول حقّ الفلسطينيين في دولة تجمع شمل العائلة الفلسطينية المبعثرة، وتوفّر حيّزًا من الثقة لدى مواطنيها، وتعزّز الكرامة الإنسانية وحقوقها. علمًا أن حلّ القضية الفلسطينية هو المدخل إلى حلّ كلّ أزمات المنطقة. والحوار لا بدّ من أن يعلو صوته على صوت المدفع في سوريا، والعراق، واليمن، وغيرها من البلدان العربية المهدّدة بانتشار الفوضى فيها، والتي تعيش صراعات مفتوحة الى أجل غير محدّد. إذ وحده الحوار يمكنه أن يضع حدا لهذه الصراعات، ويجد لها حلًّا سياسيًّا، بدلًا من الحسم العسكري الهدّام، في ظل سياسات دولية تسهم في إطالة مدى الحروب والنزاعات ما أمكن.

ويؤكّد الآباء أنه لا بدّ من أن يأخذ الحوار أيضًا طابعا خاصًا في الغرب، بعد الجو الذي ساد هناك خلال السنة المنصرمة. فهذا الجو يتطلب حوارًا يزيل عن الوضع القائم طابع صراع الحضارات، ويطلق الشروع بسياسات تفاعل تتطابق وحقيقة التداخل الحضاري الحاصل. وهنا يشدّد الآباء على أهمية دور لبنان كمختبر للتعايش، وعلى إسهامه في ورشة الحوار هذه، انطلاقًا من تجربته التاريخية على هذا الصعيد. فلبنان بدوره يحتاج إلى حوار عميق، بسبب من الأزمة السياسية التي تفكّك الدولة، والتي  لم يعد ينطلي على أحد ما يعتمل فيها من عناصر هي امتداد للصراع القائم في المنطقة. أما المدخل إلى هذا الحوار فيكون بالتقيّد بأحكام الدستور والميثاق الوطني في انتخاب رأس للدولة، ما يحصّنها في وجه الانهيار الذي يهدّدها. فاستمرار الإبطاء في إتمام هذا الواجب الدستوري، يفسح في المجال لتفسيرات لا تقف عند حدّ التأزم السياسي والصراع بين فريقين، بل تصل إلى حدود التساؤل عن مرامي هذه الأزمة، في ما يتعلق بمستقبل الجمهورية ومصيرها. ولا يعتقد الآباء بأن لأحد مصلحة في اللعب بمصير الجمهورية، في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ المنطقة والعالم. ولذلك لا بدّ من التعامل بجدّية مع أيّ مبادرة في هذا الشأن.

ويختتم الأساقفة بيانهم الشهري بالقول أمام ما خلّفته السنة المنصرمة من قضايا حيوية وحياتية متراكمة ومجمَّدة، ينبغي على السلطة الإجرائية أن تتحمّل مسؤولية العمل الجدي والمنتج، بعيدًا عن التجاذبات السياسية. فالخير العام يحتّم على هذه السلطة التقيّد بما يمليه عليها، مع التمييز الصريح بين متطلبات المسؤولية والخيارات السياسية. كما ويحيّون ختامًا الجيش والقوى الأمنية على الإنجازات التي يقومان بها، إن على مستوى السهر على الحدود، والوقوف في وجه الإرهاب، أو على مستوى ضبط الجريمة والتهريب والخطف وغيرها. 








All the contents on this site are copyrighted ©.