2016-01-03 12:35:00

البابا فرنسيس: يسوع رب حياتنا ويدافع عنا ضدّ الشر الذي يربض عند بابنا


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلّها بالقول تقدم لنا الليتورجية اليوم في الأحد الثاني بعد الميلاد مقدّمة إنجيل القديس يوحنا والذي يُعلن فيها: "الكَلِمَةُ – أي كلمة الله الخالقة – صارَ بَشَرًا فسَكَنَ بَينَنا" (يوحنا 1، 14). تلك الكلمة التي تقيم في السماء أي في بعد الله، جاءت إلى الأرض لكي نُصغي إليها ونتمكّن من اكتشاف محبة الآب ولمسها بأيدينا. إن كلمة الله والذي هو ابنه الوحيد، صار بشرًا، ممتلئًا محبة وأمانة.

تابع الأب الأقدس يقول إن الإنجيلي لا يخفي مأساة تجسّد ابن الله، مُشدِّدًا على أن عطيّة محبّة الله قد لقيت الرفض من قبل البشر. الكلمة هو النور ومع ذلك فضل البشر الظلمات، الكلمة جاءَ إِلى بَيتِه، فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه (يوحنا 9- 10). لقد أغلقوا الباب في وجه ابن الله. إنه سرّ الشرّ الذي يدمّر حياتنا ويتطلّب منا أن نسهر ونتنبّه لكي لا يُسيطر. يقول لنا سفر التكوين جملة جميلة تجعلنا نفهم هذا الأمر: إن الشرّ "يربض عند بابنا" (تكوين 4، 7). الويل لنا إن سمحنا له بالدخول؛ لأنه سيكون هو الذي سيغلق بابنا في وجه أي شخص آخر. أما نحن فمدعوون لنشرّع أبواب قلوبنا لكلمة الله، يسوع، لنُصبح هكذا أبناءه.

أضاف الحبر الأعظم يقول لقد قرأنا مقدّمة إنجيل القديس يوحنا في يوم الميلاد واليوم تُقدَّم لنا مرّة أخرى. إنها دعوة الأم الكنيسة المقدّسة لنقبل كلمة الخلاص هذه وسرّ النور هذا. إن قبلناه، إن قبلنا يسوع، فسننمو في معرفة الرب ومحبّته وسنتعلّم أن نكون رحماء على مثاله. لاسيما خلال هذه السنة المقدّسة للرحمة، لنعمل لكي يتجسّد الإنجيل أكثر على الدوام في حياتنا أيضًا. إن الاقتراب من الإنجيل والتأمُّل به وتجسيده في الحياة اليوميّة هو أفضل طريقة للتعرّف إلى يسوع وحمله للآخرين. هذه هي دعوة كل مُعمِّدٍ وفرحه: أن ندل الآخرين على يسوع ونعطيهم إياه، لكن لنقوم بهذا ينبغي علينا أن نكتشفه ونحمله في داخلنا كرب لحياتنا. هو يدافع عنا ضدّ الشرّ والشيطان الذي يربض عند بابنا وقلبنا ويريد أن يدخل. وختم الأب الأقدس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول بدفع تسليم بنوي مُتجدِّد نوكل أنفسنا مرّة أخرى إلى مريم: في المغارة نتأمل خلال هذه الأيام صورتها العذبة كأم يسوع وأمنا.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.