2016-01-01 15:01:00

البابا فرنسيس: كل ما يحصل في الحياة يتحول في قلب مريم إلى صلاة وحوار مع الله


بمناسبة عيد القديسة مريم العذراء والدة الله تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها من الجميل أن نتبادل التهاني في بداية العام الجديد، فنجدد هكذا لبعضنا البعض الأمنيات بأن يكون ما ينتظرنا أفضل. إنها في العمق علامة الرجاء الذي يحركنا ويدفعنا للإيمان بالحياة. لكننا نعرف أنه مع العام الجديد لن يتغيّر كل شيء وأن العديد من مشاكل الأمس ستبقى في الغد أيضًا. ولذلك سأتوجه إليكم بتمنيات يعضدها رجاء حقيقي استمده من ليتورجيّة اليوم.

تابع الأب الأقدس يقول إنها الكلمات التي من خلالها بارك الرب شعبه: "يُضيءُ الرَّبُّ بِوَجهِهِ عَلَيكَ...يَرفَعُ الرَّبُّ وَجهَهُ نَحوَك" (عدد 6، 25- 26). أريد أن أتمنى هذا الأمر لكم أيضًا: ليمل الرب نظره إليكم فتفرحوا عالمين أن وجهه الرحيم سيضيء عليكم يومًا بعد يوم ولن يغرب أبدًا! إن اكتشاف وجه الله يجدّد الحياة، لأنه أب شغوف بالإنسان ولا يتعب أبدًا من أن يبدأ معنا مجدّدًا ليجدّدنا. هو لا يعدنا بتغيّرات سحريّة ولكنه يحب أن يغيّر الواقع من الداخل بمحبة وصبر، يطلب أن يدخل إلى حياتنا بلطف كما يدخل المطر الأرض لتثمر. هو ينتظرنا على الدوام وينظر إلينا بحنان. وبالتالي يمكننا أن نقول يوميًّا عندما نستيقظ: "اليوم يضيء الرب بوجهه عليَّ".

أضاف الحبر الأعظم يقول تتابع البركة البيبليّة على هذا النحو: "يَمنَحُكَ الربُّ السَّلام". واليوم، نحتفل باليوم العالمي للسلام تحت عنوان "تغلّب على اللامبالاة واكسب السلام". إن السلام الذي يرغب الله الآب بأن يزرعه في العالم ينبغي علينا أن ننمّيه بأنفسنا، وليس فقط وإنما يجب أن نكسبه أيضًا. وهذا الأمر يتطلّب كفاحًا حقيقيًّا وجهادًا روحيًّا نقوم به في قلبنا، فالحرب ليست وحدها عدوة السلام وإنما اللامبالاة أيضًا، والتي تجعلنا نفكّر بأنفسنا فقط وتخلق حواجز وشكوك وخوف وانغلاق. نملك العديد من المعلومات، ولكننا نغرق أحيانًا في الأخبار فنغفل عن الواقع وعن الأخ والأخت اللذين يحتاجان إلينا. لنبدأ إذًا بفتح قلوبنا ولنوقظ الاهتمام بالقريب. هذه هي الدرب لكسب السلام.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا في هذا الأمر ملكة السلام والدة الله التي نحتفل اليوم بعيدها. هي التي كانت "تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور، وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها": الرجاء والقلق، الامتنان والمشاكل: كل ما كان يحصل في الحياة كان يتحول في قلب مريم إلى صلاة وحوار مع الله. وهكذا أيضًا تفعل معنا: تحفظ أفراح حياتنا وتحل عقدها وتحملها إلى الرب. لنكل إلى الأم هذا العام الجديد لكي ينمو السلام والرحمة.               








All the contents on this site are copyrighted ©.