الكاردينال بارولين: العائلة هي حلم الله

"على الرغم من أنه لا وجود لعائلات كاملة ومثاليّة، لا ينبغي لهذا الأمر أن يضعف عزيمتنا، فالحب يولد وينمو على الدوام بين أنوار وظلمات لأنه بإمكان المرء أن يتعلّم الحب ويعيشه وينمو فيه بحسب ظروف الحياة التي تعيشها كل عائلة" هذا ما قاله أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في عظته مترئسًا القداس الإلهي في عيد العائلة المقدّسة في سكيو في إيطاليا.

دعا الكاردينال بارولين في عظته المؤمنين للصلاة لكي تكون أبواب وقلوب جميع العائلات مشرّعة للحب الذي هو بشكل خاص وعد وقرار والتزام وتضحية. فالله قد أتى إلى العالم في كنف عائلة لأن قلبها كان منفتح على الحب. تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان مؤكدًا أن سرّ الصليب لا يغيب أبدًا داخل العائلات، وبأنه لا ينبغي أن ننسى أن الموت والقيامة هما وجها الحب لأن قمة الحب الأعظم ظهرت على الصليب وبالتالي فالعائلة هي بامتياز مكان الصليب والقيامة لأنها مكان الحب، إنها المكان الذي ينال فيه المرء الحب ويتعلّم بدوره أن يُحِب، وحيث نتعلّم وبشكل تدريجي قيمة الحب فنتعلّم أيضًا كيف نبذل ذواتنا في سبيل بعضنا البعض.

هذا وشدّد الكاردينال بييترو بارولين على أن العائلة هي حلم الله، فهي العلامة الحيّة لمخطط الحب الذي حلم به الآب، وبالتالي فالرغبة بتأسيس عائلة هي التحلي بالشجاعة للمشاركة في حلم الله. بعدها ذكّر أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان بسينودس الأساقفة حول العائلة الذي عقد في الفاتيكان على مرحلتين عام 2014 وعام 2015 منوهًّا بمجهود الكنيسة في إعلان إنجيل العائلة وحمل البشرى السارة داخل أوضاع زمننا الصعبة والمعقّدة، وفي انحنائها كالسامري الصالح على جميع العائلات الضعيفة والمجروحة. ولكن لتتمكن العائلة من حمل البشرى السارة إلى العالم ينبغي عليها أن تغذي على الدوام شعلة الحب باستمرار في داخلها من خلال الصلاة والمغفرة المتبادلة كما يذكرنا على الدوام البابا فرنسيس الذي يصف العائلة بأنها مدرسة الغفران والمكان الذي يتمرّن فيه المرء على العطاء والمغفرة المتبادلة.

وختم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين عظته مشدّدًا على الرباط الوثيق بين العائلة والرعيّة مؤكدًا أن الرعية مدعوة لتنمو في البعد العائلي وأنه ينبغي على العائلة أن تنمو في روح الانتماء الكنسي داخل الرعيّة.