2015-12-26 13:47:00

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي لمناسبة عيد القديس اسطفانوس


لمناسبة الاحتفال بعيد القديس اسطفانوس أول الشهداء المسيحيين، تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: نحتفل اليوم بعيد القديس اسطفانوس. ذكرى أول شهيد تعيّد له الكنيسة في اليوم التالي لعيد الميلاد. لقد تأمّلنا أمس بالمحبة الرحيمة لله الذي صار بشرًا لأجلنا؛ واليوم نرى الجواب الصادق لتلميذ يسوع الذي يبذل حياته. أمس ولد المخلّص على الأرض، واليوم يولد في السماء أول شاهد أمين له. أمس كما اليوم، تظهر ظلمات رفض الحياة وإنما يسطع أقوى نور المحبّة الذي يغلب الكراهية ويدشّن عالمًا جديدًا.

تابع البابا فرنسيس يقول هناك جانب خاص في قراءة اليوم من كتاب أعمال الرسل يُقرّب القديس اسطفانوس للرّب وهو مغفرته قبل أن يموت رجمًا. بعد أن سُمِّرَ على الصليب قال يسوع: "يا أَبَتِ اغفِر لَهم، لأنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون" (لو 23، 34)؛ وبشكل مماثل جثا اسطفانوس "وصاحَ بِأَعلى صَوتِه: يا ربّ، لا تَحسُبْ علَيهم هذهِ الخَطيئَة" (أع 7، 60). اسطفانوس هو شهيد، أي شاهد، لأنه فعل كيسوع؛ في الواقع إن الشاهد الحقيقي هو الذي يتصرّف مثل يسوع: يصلّي، يحب ويعطي وإنما وبشكل خاص يغفر، لأنّ المغفرة هي أكبر تعبير للعطاء.

أضاف الأب الأقدس يقول لكن يمكننا أن نتساءل ماذا تنفع المغفرة؟ هل هي فقط عمل صالح أم أنها تحمل نتائج؟ نجد الجواب في استشهاد اسطفانوس. من بين الذين طلب منهم المغفرة كان هناك شاب اسمه شاول؛ هذا كان يضطهد الكنيسة ويسعى إلى تدميرها. وبعد فترة أصبح شاول هذا بولس، القديس الكبير ورسول الأمم. لقد نال مغفرة اسطفانوس، وبالتالي يمكننا القول إن بولس يولد من نعمة الله ومن مغفرة اسطفانوس.

تابع البابا فرنسيس يقول نحن أيضًا نولد من مغفرة الله. وليس في المعموديّة فقط وإنما في كل مرّة ننال فيها الغفران يولد قلبنا من جديد. كل خطوة إلى الأمام في حياة الإيمان هي مطبوعة في البداية بعلامة الرحمة الإلهيّة. لأنه فقط وعندما نكون محبوبين يمكننا أن نحب بدورنا أيضًا. لنتذكّر هذا الأمر على الدوام: إذا أردنا أن نتقدّم في الإيمان، ينبغي علينا قبل كل شيء أن ننال مغفرة الله؛ أن نلتقي الآب المستعد على الدوام أن يغفر كل شيء، وعندما يغفر لنا يشفي قلبنا وينعش فينا الحب. لا يجب أن نتعب أبدًا من طلب المغفرة الإلهيّة، لأنه فقط وعندما ننال المغفرة ونشعر بأنه قد غُفر لنا نتعلّم أن نغفر بدورنا.

أضاف الحبر الأعظم يقول ولكن المغفرة ليست أمرًا سهلاً بل هي صعبة جدًّا على الدوام، فكيف يمكننا التشبّه بيسوع؟ من أين نبدأ لنغفر الأذى الكبير أو الصغير الذي نتعرّض له يوميًّا؟ أولاً بالصلاة، على مثال اسطفانوس. نبدأ انطلاقًا من قلوبنا: بالصلاة يمكننا أن نواجه الاستياء الذي نشعر به، فنكل الذي أساء إلينا إلى رحمة الله. فنكتشف بعدها أن هذا الكفاح الداخلي لنغفر يُطهّر من الشرّ وأن الصلاة والمحبّة يحرّرانا من سلاسل الحقد الداخليّة. نحن نملك يوميًّا الفرصة لنتمرّن على المغفرة ولنعيش هذا التصرّف السامي الذي يقرِّب الإنسان من الله. وعلى مثال أبينا السماوي نصبح رحماء بدورنا أيضًا، لأنه من خلال المغفرة نقهر الشرّ بالخير ونحوّل الحقد إلى محبّة ونجعل العالم أكثر صدقًا وصلاحًا.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول نسأل العذراء مريم، التي نكل إليها جميع الذين وعلى مثال القديس اسطفانوس يعانون اضطهادات باسم الإيمان، العديد من شهداء اليوم؛ أن توجّه صلاتنا لننال المغفرة ونمنحها.           








All the contents on this site are copyrighted ©.